ربما يكون إعصار ميلتون الذي يعصف بولاية فلوريدا في أمريكا الآن هو الأعنف خلال تاريخها الطويل مع الأعاصير والكوارث الطبيعية، إذ خلف خسائر ضخمة مادية وبشرية ودمر البنية التحتية للولاية التي ستحتاج فترة طويلة وتكاليف مالية ضخمة من أجل إعادة بنائها من جديد.

وتشير الأرقام إلى أن إعصار ميلتون في فلوريدا سبّب إلى الآن خسائر ضخمة ولا تزال أرقام الضحايا والمصابين في ارتفاع، نتيجة التوقعات باستمراره عدة أيام حتى ينتقل إلى مكان أو ولاية أخرى، في وقت نزح فيه ملايين المواطنين والسكان من فلوريدا خوفًا من إعصار ميلتون المدمر.

واتساقًا مع ذلك، يواجه الآنآلاف الأشخاص الذين فروا من إعصارميلتون المدمر نقصًا في الوقود والحطام والاختناقات المرورية الطويلة في أثناء عودتهم إلى مجتمعاتهم المتضررة في فلوريدا، والتي تواجه عمليات إعادة بناء طويلة الأمد.

وضرب إعصار ميلتون غرب فلوريدا يوم الأربعاء، كإعصار من الفئة الثالثة، ما تسبب في مقتل عشرات الأشخاص ودمر منازل وفيضانات وتسبب في سلسلة من الأعاصير المدمرة، ولا يزال أكثر من 1.5 مليون شخص من دون كهرباء في أعقاب العاصفة.

وضربت عاصفة ميلتون المجتمعات الساحلية بعد أسبوعين فقط من تضررها، بسبب إعصار هيلين، وقال العلماء إن كلتا العاصفتين أصبحتا أقوى، ووفرتا المزيد من الأمطار، بسبب أزمة المناخ، بسبب حرارة خليج المكسيك غير العادية.

فما حجم الخسائر التي سببها إعصار ميلتون إلى الآن؟ وما هي التوقعات الحالية بشأنه؟. «الدستور» في التقرير التالي تتبعت حجم الخسائر التي خلفها الإعصار حتى هذه اللحظة.

على صعيد الضحايا، فقد أدى إعصار ميلتون إلى مقتل 55 شخصًا وإصابة 120 آخرين، بينما ترك 500 ألف من سكان فلوريدا منازلهم واعتبروا نازحين، وأخلت أمريكا 6 ملايين شخص، ليعتبر ذلك أكبر عملية إخلاء حدثت لها منذ قرن مضى.

ووصلت سرعة الإعصار إلى أكثر من 150 ميلًا، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية للولاية الأمريكية،ليتم تصنيف الإعصار في المركز الخامس ضمن أقوى أعاصير ضربت المحيط الأطلسي، إذ تتوقع شركات التأمين أن يكلفها الأمر قرابة 60 مليار دولار.

وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 3.2 مليون منزل وشركة في ولاية فلوريدا الأمريكية، ما تسبب في خسائر قدرت بـ175 مليار دولار حتى الآن، ووصف الإعصار بأنه الأسوأ في تاريخ البلاد منذ عام 1992.

ولا يزال أكثر من 1.5 مليون شخص من دون كهرباء في أعقاب العاصفة، إذ أن ولاية فلوريدا تواجه الآن أزمة في الكهرباء والوقود، ويحاول المواطنون الحصول على البنزين كي يتمكنوا من العودة إلى الديار.

وفي الوقت الحالي تحاول ولاية فلوريدا حل الأزمة، من خلال إنشاء مواقع لتزويد المواطنين بالوقود، وأنشأت ثلاثة مواقع في برادنتون، وبلانت سيتي، وسانت بطرسبرج، حيث يمكن للمقيمين الحصول على 10 جالونات من البنزين مجانًا.

بينما بعض المناطق الواقعة على مسار العاصفة بالغة العنف من خليج المكسيك إلى المحيط الأطلسي لا تزال مغمورة بالمياه، نتيجة الأمواج التي أحدثتها العاصفة الناتجة عن الإعصار ميلتون.

وتوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الإعصار خلّف خسائر ضخمة تصل إلى 50 مليار دولار بسبب ضربه ولاية فلوريدا بشدة، وتسببت العاصفة بسقوط أعمدة الكهرباء واقتلاع سقف ملعب بيسبول في تامبا، وغمرت المنازل بالمياه.

ولم يكن ميلتون هو الإعصار المدمر الأول الذي تمر به أمريكا، ولكن شهدت عدة أعاصير خلال الفترة من العام 1992 حتى 2004 أدت إلى خسائر بمبلغ 175 مليار دولار، منها إعصار أندرو الذي تكلف 60 مليار دولار.

ومن بعده إعصار كاترينا بخسائر 201 مليار دولار، ثم إعصار أيك بخسائر 43 مليار دولار، وكان في العام 2017 إعصار ساندي أدى إلى خسائر بلغت 89 مليار دولار، وإعصار إيراما بخسائر 64 مليار دولار، وآخر إعصارين كان هارفي بخسائر 160 مليار دولار وإيان بـ121 مليار دولار.