اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
أجاب الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، عن سؤال حول معنى قول الصحابي رافع بن خديج رضي الله عنه في حديثه: 'فأهوى رجل منهم بسهم فحبسه الله'، موضحًا أن الصحابي عامل البعير معاملة الصيد الوحشي بعدما انفلت وصار غير مستانس، فرماه بسهم ليوقفه قبل أن يهرب.
وأضاف خلال لقاء تلفزيوني، أن الصحابي لم ينسب الحبس للسهم ولا للجرح، وإنما قال: 'فحبسه الله'، وهذا أدب نبوي عظيم؛ إذ تعلم الصحابة أن الشريعة تقتضي الأخذ بالأسباب، بينما الحقيقة أن النتائج كلها بيد الله تعالى وحده.
ماذا كان يقول النبي عند الكوارث؟.. أدعية ترفع عنك البلاءدعاء الحفظ من الفيضانات.. كلمات ترفع البلاء وتجعلك في رعاية الله
وأشار إلى أن النبي ﷺ كان يأخذ بجميع الأسباب في مواجهة أعدائه، من تجهيز الجيوش وحفر الخندق ووضع الخطط، ثم بعد النصر يقول: 'الحمد لله الذي نصر عبده وهزم الأحزاب وحده'، ليدل الأمة أن النصر من الله حقيقةً لا من تدبير البشر.
ولفت إلى أن هذا الفهم الدقيق هو من تربية النبي ﷺ للصحابة، حيث يجمع المؤمن بين الحكمة في استعمال الأسباب، ومشاهدة الفاعل الحقيقي وهو الله عز وجل، كما نقول: مرضتُ فأخذتُ الدواء فشفاني الله، ولا نقول: شفاني الدواء.
أكد الدكتور يسري جبر، أن حديث النبي ﷺ في جواز الرقية يبيّن أن الكلام الطيب له أثر حقيقي على شفاء الإنسان، موضحًا أن الرقية الشرعية تكون بقراءة القرآن أو الدعاء ووضع اليد على موضع الألم والدعاء بالشفاء.
وأفاد بأن الكلمة تغيّر حال الإنسان، فهناك كلام يغضب ويثير الحزن، وكلام يبعث على الفرح والنشاط، وآخر يملأ النفس طمأنينة وسكينة، ولذلك كانت الرقية علاجًا مشروعًا يعتمد على قوة الكلمة وتأثيرها.
وأشار إلى أن الإيمان نفسه يبدأ بكلمة، فبكلمتي الشهادتين ينتقل الإنسان من الكفر إلى الإيمان، ومن حال أهل النار إلى حال أهل الجنة، وهذا أكبر دليل على أن للكلام أثرًا جوهريًا في حياة الإنسان.
وذكر أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون كله بكلمة 'كن فيكون'، وهو ما يؤكد أن الكلمة قوة مؤثرة في عالم الإنسان والكون، ومن ينكر أثر الكلمة لم يتأمل حقيقة تكوين الإنسان، الذي يجمع بين الجسد المادي والروح التي من عالم الأمر.
وبيّن أن الرقية الشرعية تجمع بين شفاء الروح والجسد، فالروح تتأثر بالكلام الطيب كما يتأثر الجسد بالأدوية المحسوسة، وهذا يلحظه كل إنسان حين يذكر الله فيطمئن قلبه، أو يقرأ القرآن فينشرح صدره.