اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
أثار الرئيس دونالد ترامب موجة جدل واسعة بتصريحه الأخير حول احتمالات عدم منحه جائزة نوبل للسلام، مؤكّدًا أن ذلك سيكون 'إهانة مباشرة للولايات المتحدة'، بعد أن اعتبر نفسه اللاعب الأساسي في إنهاء سبعة صراعات عالمية خلال فترة قصيرة، مع احتمال إضافة الصراع الثامن إذا نجحت خطته الأخيرة لحل النزاع في غزة، القائمة على 20 نقطة للسلام.
ووفقًا لصحيفة ذا هيل، ومقرها واشنطن، فقد حظيت الخطة بموافقة إسرائيل، ودعم ثمانية دول ذات أغلبية مسلمة، بينها مصر وتركيا والسعودية وقطر، فيما لم توافق حماس بعد على بنودها، ما يجعل الخطة تحت اختبار دبلوماسي حساس للغاية.
وأوضح ترامب أن إنجازاته غير المسبوقة هذه تجعل الولايات المتحدة تستحق الاعتراف الدولي الكامل، محذّرًا من منح الجائزة لشخص لم يحقق أي تقدم ملموس أو اكتفى بتأليف كتاب عن أفكاره، مؤكدًا أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الجهود يمثل 'إهانة واضحة لبلاده'.
وخلال خطاب طويل استمر 72 دقيقة أمام كبار الجنرالات والموظفين العسكريين في قاعدة كوانتيكو البحرية بولاية فرجينيا، استعرض ترامب فلسفته في 'السلام من خلال القوة'، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستظل الدولة الأكثر قدرة على حماية نفسها وحلفائها، وأن خطواته العسكرية الأخيرة، بما في ذلك غرق قوارب تهريب المخدرات في فنزويلا ونشر غواصة نووية قبالة السواحل الروسية بعد تهديدات نووية، تُظهر التزامه بإنهاء النزاعات بالقوة والصرامة.
وأشار ترامب إلى ما وصفه بـ'العدو من الداخل'، في إشارة إلى العصابات المحلية والشغب المدني، مؤكدًا أن التدخل المبكر من الجيش يحافظ على الأمن الداخلي ويمنع تفشي الفوضى، مستندًا في حديثه إلى تاريخ طويل من استخدام الجيش الأمريكي للحفاظ على النظام الداخلي والخارجي، كما جاء في صحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
إلى جانب ذلك، أعلن ترامب عزمه رئاسة مجلس عالمي للسلام لإدارة وإعادة إعمار قطاع غزة، وهو مشروع طموح يهدف إلى توسيع النفوذ الأمريكي في الدبلوماسية الإقليمية، وإعطاء واشنطن دورًا محوريًا في فرض الاستقرار على مناطق النزاع الأكثر تعقيدًا في العالم.
وشدّد على أن نجاح هذه المبادرة سيؤكد قدرة القيادة الأمريكية على تحقيق السلام من خلال القوة والديبلوماسية في آن واحد، وأن مبادراته إذا نجحت، فسيكون قد حلّ سبعة أو ثمانية صراعات دولية خلال ثمانية أشهر فقط، وهو إنجاز لم يحققه أي قائد أمريكي سابق.
من الناحية الإقليمية، تمثل خطة غزة فرصة لتعزيز دور مصر والسعودية وقطر وتركيا في الوساطة، بينما يضع عدم موافقة حماس على الشروط ضغطًا إضافيًا على إسرائيل وواشنطن لإقناع الحركة بالتفاوض، ما يبرز الطبيعة المعقدة للخطة وضرورة حنكة دبلوماسية عالية.
ويأتي ذلك في وقت تشهد المنطقة توترات مستمرة، ما يجعل أي نجاح دبلوماسي للولايات المتحدة أمرًا تاريخيًا يمكن أن يعيد ترتيب موازين القوى الإقليمية.
كما تناول ترامب في كلمته دور الجيش الأمريكي في حماية الأمن الداخلي، مشيرًا إلى تدخل القوات الوطنية للسيطرة على الشغب والعصابات في المدن الكبرى، ومشدّدًا على أن استخدام القوة لمواجهة 'العدو من الداخل' ينسجم مع التاريخ الأمريكي في الدفاع عن النظام الداخلي والخارجي على حد سواء.
وأكد أن إنجازاته في الدبلوماسية والصراعات العسكرية الدولية تمثل نموذجًا متكاملًا لنهجه في 'السلام من خلال القوة'، مشيرًا إلى أن نجاحه في تهدئة النزاع في غزة إضافة إلى جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتجفيف طرق تهريب المخدرات في فنزويلا، يجعل الولايات المتحدة قوة أكثر احترامًا وفاعلية على المسرح العالمي.
وفي ختام خطابه، أشار ترامب إلى أن المجتمع الدولي، وخصوصًا لجنة نوبل النرويجية، يجب أن يعترف بالإنجازات الملموسة وليس بالتصريحات أو الكتب، مؤكدًا أنه لا يسعى للمجد الشخصي، بل للمجد الوطني، وأن تجاهل جهوده سيكون 'إهانة مباشرة لأمريكا'.
وقد أثارت تصريحاته ردود فعل متباينة، بين من رأى في ذلك مبالغة في الذات وتهديدًا للنظام الدبلوماسي التقليدي، ومن اعتبره تأكيدًا على دور واشنطن القيادي في حل النزاعات الكبرى وإعادة تعريف السياسة الأمريكية على مستوى العالم، في إشارة واضحة إلى أن الإدارة الأمريكية تحت قيادته تعيد صياغة مفهوم السلام العالمي بشكل غير مسبوق.