اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥
وليد منصور-
أفاد تقرير حديث بأن إنفاق رحلات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط سجل نموًا يقارب %20 خلال عام 2025، في مؤشر واضح على زخم قوي يُتوقع استمراره مع دخول عام 2026.
ويأتي هذا الارتفاع مدفوعًا بالزيادة الملحوظة في أنشطة سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض MICE، إلى جانب تنظيم فعاليات صناعية كبرى، وتكثيف الاجتماعات القيادية وجلسات التخطيط الإستراتيجي العابرة للحدود، ما يعزز مكانة الشرق الأوسط كمركز رئيسي للتفاعل المؤسسي العالمي، وفق ما ذكرت «تريد أرابيا».
وشهد قطاع سفر الشركات نموًا سنويًا بنسبة %35، في انعكاس مباشر لاستمرار الطلب القوي في كل من الإمارات وقطر والسعودية.
وأشار التقرير إلى تزايد واضح في السفر المرتبط بالمؤتمرات والمعارض التجارية، واجتماعات القيادات التنفيذية خارج مقار العمل، إضافة إلى مبادرات التوسع الإقليمي، في ظل توجه المؤسسات إلى العمل بصورة أكثر تكاملًا ومرونة عبر أسواق دول الخليج.
من الكم إلى القيمة
على المستوى العالمي، بلغ إنفاق رحلات الأعمال 1.47 تريليون دولار في عام 2024، ما يعكس استمرار الثقة في أهمية التفاعل الحضوري. غير أن طبيعة السفر المؤسسي تشهد تحولًا لافتًا، ففي بيئة عمل هجينة بالأساس، باتت المؤسسات تعطي الأولوية للرحلات، التي تحقق عائدًا إستراتيجيًا واضحًا.
وفي هذا السياق، تراجعت الرحلات الروتينية ذات الهدف الواحد، مقابل نمو ملحوظ في قمم القيادات، وورش الابتكار، وجلسات الابتكار المشترك مع العملاء، ومفاوضات الصفقات. كما يُعاد توجيه الميزانيات نحو الرحلات، التي تدعم الأهداف التجارية وتُسرّع تحقيقها، بدل الاكتفاء بالحضور الشكلي.
ولا يزال التفاعل وجهًا لوجه عنصرًا محوريًا في البيئات المعقدة، حيث تُعد الثقة، والتعاون الفعّال، وتسريع عملية اتخاذ القرار عوامل لا يمكن الاستغناء عنها.
تعاون مؤسسي
يرتكز صعود الشرق الأوسط كوجهة مفضلة للاجتماعات والفعاليات المؤسسية على بنية تحتية عالمية المستوى، وشبكات ربط إقليمية قوية، إلى جانب أجندة متنامية من المعارض والمنتديات الدولية. وتبرز مدن مثل دبي والرياض بشكل متزايد كخيارات رئيسية لاستضافة الاجتماعات الإقليمية والعالمية، لما توفره من بيئة محايدة وملائمة للفرق متعددة الجنسيات.
ورصد التقرير ارتفاعًا ملحوظًا في حركة السفر بين الإمارات والسعودية، إلى جانب زيادة أحجام حجوزات الفنادق، ونشاط السفر المؤسسي المرتبط بقطاعات الإنشاءات والعقارات والطاقة والتكنولوجيا. وتعكس هذه المؤشرات حجم المشاريع الجارية في المنطقة، والحاجة المتزايدة إلى التنسيق الحضوري بين الأسواق.
ملامح سفر الشركات في 2026
يتوقع التقرير أن تتشكل ملامح سفر الشركات خلال عام 2026 وفق مجموعة من الاتجاهات البارزة، من أهمها:
1 - التركيز على التعاون العالي الأثر بدلًا من كثرة الرحلات، مع حصر السفر في المحطات التي تدعم الإستراتيجية أو الابتكار أو إبرام الصفقات.
2 - استمرار النمو في أنشطة سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض والفعاليات الصناعية، باعتبارها محركات أساسية لحركة السفر المؤسسي.
3 - زيادة السفر البيني داخل دول الخليج، مع توسع الشركات في العمل بسلاسة عبر الأسواق الخليجية.
4 - تخطيط أكثر ذكاءً مدعومًا بالتقنيات الحديثة، حيث تسهم منصات السفر المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في تقديم توصيات فورية، وبرامج سفر مخصصة، ودمج السفر بغرض العمل والترفيه كأداة لاستقطاب المواهب.
5 - اعتماد إستراتيجيات سفر موحدة وأكثر استدامة، من خلال تقليل عدد الرحلات مع تحسين التخطيط، بما يوازن بين كفاءة التكاليف والاعتبارات البيئية.


































