متابعات – نبض السودان

شرعت الحكومة الانتقالية السودانية في تنفيذ خطة شاملة لإعادة تأهيل العاصمة الخرطوم، بعد استعادة الجيش السيطرة عليها، في خطوة تهدف إلى تهيئة الظروف لعودة النازحين واللاجئين واستئناف الحياة المدنية والخدمات الأساسية في المدينة التي شهدت دمارًا واسعًا خلال الأشهر الماضية.

وتتولى اللجنة العليا لتهيئة البيئة العامة، برئاسة الفريق بحري مهندس إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي، مسؤولية الإشراف على هذه العملية، التي تُعد حجر الأساس في إعادة بناء العاصمة ومحيطها، بما يشمل مدينتي بحري وأم درمان.

محوران رئيسيان: الأمن والخدمات

في تصريحات لقناة 'القاهرة الإخبارية'، أوضح الفريق جابر أن خطة إعادة التأهيل ترتكز على محورين أساسيين:

الأول أمني، يشمل إعادة فتح مراكز الشرطة والنيابات، نشر الارتكازات الأمنية، تأمين المعابر، وضبط الوجود الأجنبي، إلى جانب إخراج جميع القوات المقاتلة من ولاية الخرطوم.

الثاني خدمي ، يركز على إعادة تشغيل المرافق الحيوية مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم، بالإضافة إلى إعادة تشغيل مطار الخرطوم الدولي.

عودة تدريجية للسكان

تشهد العاصمة السودانية موجة عودة واسعة للسكان، حيث أفادت تقارير أممية بوصول أكثر من 2.5 مليون مواطن خلال الأسابيع الماضية. وتُظهر الطرقات حركة مرورية نشطة، فيما ساهم توفر الخدمات الأساسية في تشجيع المواطنين على العودة إلى منازلهم واستئناف حياتهم اليومية.

إصلاح شامل للبنية التحتية

في قطاع المياه، أُعيد تشغيل 13 محطة نيلية بعد تعرضها للتدمير، باستثناء محطة المنارة، حيث تجاوزت نسبة استقرار الإمداد المائي 97%.

أما في قطاع الصحة، فقد تم تأهيل 34 مستشفى حكوميًا، واستعادة 70% من قدرات موقع الإمدادات الطبية الذي تعرض للنهب، مع تحسن ملحوظ في المؤشرات الصحية وانخفاض معدلات الحميات الموسمية.

وفيما يتعلق بالكهرباء، أُعيد توصيل التيار إلى المرافق الاستراتيجية، بما في ذلك المستشفيات ومحطات المياه، مع إنارة واسعة في مناطق أم درمان وبحري. وأكد الفريق جابر أن نسبة إنجاز أعمال شد الأسلاك في الأبراج الناقلة تجاوزت 90%.

التعليم والطاقة والمطار

تم فتح جميع المدارس بعد إعادة تأهيلها، بدعم من جهود شعبية وحكومية، مع دمج الطلاب العائدين من الخارج في النظام التعليمي.

وفي قطاع الطاقة، بلغت القدرة الكهربائية المتاحة أكثر من 600 ميغاواط، يجري إدخالها تدريجيًا إلى الشبكة.

كما أعلن الفريق جابر جاهزية مطار الخرطوم لاستئناف الرحلات الداخلية، والعمل جارٍ لاستكمال إجراءات التشغيل الكامل، بما يعزز جهود الإغاثة والتواصل الداخلي والخارجي.

دعم مصري وفك الحصار

وفي إطار التعاون الإقليمي، وصل فريق فني مصري لمعاينة الأضرار التي لحقت بجسر شمبات وجسر الحلفاية، حيث يُتوقع استعادة الجزء الشمالي من جسر شمبات خلال 45 يومًا.

كما تعمل الحكومة السودانية على فك الحصار عن مدينة الفاشر، عبر تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الغذائية، وفتح سبعة معابر لتسهيل دخول الإغاثة الإنسانية.

رؤية استراتيجية لإنهاء الحرب

أكد الفريق جابر أن إنهاء الحرب مرهون بتثبيت أركان الدولة، مشيرًا إلى أن السودان سلّم رؤيته للسلام إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتتضمن خارطة طريق واضحة تستجيب لتطلعات الشعب السوداني.

وشدد على أن أي دعم دولي يجب أن يكون مشروطًا بالالتزام بهذه الرؤية، التي تُعد الإطار الوحيد لضمان استقرار البلاد واستعادة مؤسساتها على أسس دستورية وقانونية.