اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهد قطاع غزة صباح اليوم الاثنين واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا منذ اندلاع الحرب، حيث أعلنت حركة حماس رسميًا عن تسليم جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء وعددهم 20 رهينة، في إطار عملية تبادل الأسرى التي جرت بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبمشاركة أطراف إقليمية ودولية. ووفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن 'لا مزيد من الرهائن الأحياء بيد حماس'، في حين أكدت الحركة أن العملية جاءت تنفيذًا لخطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مطالبةً الوسطاء بإلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها الكاملة تجاه الصفقة.
تسليم الرهائن وبدء مراحل التبادل
وأفرجت حركة حماس عن الدفعة الثانية من الرهائن في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وعددهم 13، حيث تسلمهم الصليب الأحمر الدولي الذي نقلهم بدوره إلى الجانب الإسرائيلي. وأكد الجيش الإسرائيلي أن سبعة رهائن أفرجت عنهم حماس في وقت سابق عبروا إلى داخل الحدود الإسرائيلية وهم بصحة جيدة. وقد أشرف الصليب الأحمر على عملية تسليم الأسرى والرهائن في أماكن مغلقة بعيدًا عن الكاميرات حفاظًا على سرية الإجراءات وسلامة المشاركين.
إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين
في المقابل، بدأت إسرائيل عملية الإفراج عن 1966 أسيرًا فلسطينيًا وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه، بينهم 1716 أسيرًا من قطاع غزة و250 أسيرًا من المحكومين بالسجن المؤبد من الضفة الغربية والقدس، إضافة إلى آخرين سيتم ترحيلهم إلى الخارج. وأفاد مسؤول مشارك في العملية لوكالة 'رويترز' أن الحافلات التي تقل الأسرى تحركت من السجون الإسرائيلية في الساعات الأولى من صباح اليوم، متجهة إلى نقاط التسليم المتفق عليها، بينما رافقت القوات الإسرائيلية العملية في كافة مراحلها لضمان تنفيذها وفق الترتيبات الأمنية الموضوعة مسبقًا.
تفاعل عائلات الرهائن والجانب الإنساني للعملية
تداولت وسائل الإعلام العبرية مقاطع مؤثرة لمكالمات أجريت بين بعض الرهائن الإسرائيليين وعائلاتهم قبل إطلاق سراحهم، حيث سمحت لهم حماس بالتحدث إلى ذويهم في خطوة إنسانية لافتة. وأظهر أحد المقاطع اتصالًا مؤثرًا بين أم إسرائيلية وابنها الذي كان من بين الدفعة الأولى من المفرج عنهم، ما أعاد الأمل لعائلات باقي الرهائن بعودة ذويهم سالمين.
موقف الصليب الأحمر الدولي وتأكيداته
ونفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما تردد في بعض وسائل الإعلام حول لقائها بالرهائن الإسرائيليين أو تلقيها معلومات بشأن تدهور حالتهم الصحية. وأكدت في بيان رسمي أنها على تواصل مستمر مع كافة الأطراف استعدادًا لتنفيذ عملية التسليم، مشددة على أن دورها يقتصر على التنسيق الإنساني وضمان سلامة الأطراف المشاركة في العملية دون التدخل في الشؤون السياسية أو العسكرية.
تفاصيل الاتفاق بين الجانبين
ينص الاتفاق على تبادل 47 رهينة متبقية لدى حركة حماس من أصل 251 خُطفوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023، بينهم 20 على قيد الحياة ورفات رهينة أُسر عام 2014. وفي المقابل، تفرج إسرائيل عن 250 معتقلًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد و1700 معتقل من غزة احتُجزوا منذ اندلاع الحرب، وهو ما اعتبرته حماس خطوة أولى نحو اتفاق أشمل قد يشمل لاحقًا رفع الحصار عن القطاع وإعادة الإعمار.
تعديلات في قوائم الإفراج
وأكدت مراسلة قناة 'العربية' أن الحكومة الإسرائيلية صادقت عبر تصويت هاتفي على تعديلات في قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، حيث تم استبدال أسيرين أمنيين من القائمة بأسرى آخرين ينتمون إلى حركة حماس، كما تم استبعاد سبعة قاصرين وامرأتين من غزة واستبدالهم بمعتقلين آخرين وفقًا لملاحظات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي. وبهذه التعديلات أصبح العدد الإجمالي للمفرج عنهم من غزة 1718 بدلًا من 1722.
استعدادات أمنية مشددة وعمليات نقل دقيقة
ذكرت صحيفة 'معاريف' الإسرائيلية أن عملية التسليم تمت من ثلاث نقاط مختلفة داخل القطاع، حيث نقل الصليب الأحمر الرهائن مباشرة إلى قاعدة ريعيم جنوب إسرائيل لإجراء فحوص طبية سريعة والتأكد من هوياتهم قبل نقلهم إلى المستشفيات. وشهدت العملية ترتيبات أمنية مشددة، وجرى إغلاق المجال الجوي فوق المناطق المعنية طوال فترة التبادل لضمان سير العملية دون حوادث.
مواقف سياسية وردود فعل دولية
من جانبها، رحبت عدة عواصم عربية ودولية بعملية التبادل، معتبرةً أنها خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع الإنساني في غزة وفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة. بينما أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها ستنشئ هيئة دولية لتحديد مواقع رفات الأسرى الذين لم تُعد جثامينهم في إطار التبادل. أما حركة حماس، فأكدت أن تنفيذ المرحلة الأولى بنجاح يمهد الطريق لمواصلة المفاوضات حول المراحل اللاحقة التي تشمل إطلاق سراح مزيد من الأسرى الفلسطينيين.
مشهد جديد في الصراع المستمر
تُعد هذه العملية واحدة من أكبر عمليات تبادل الأسرى منذ أكثر من عقد، وتعكس تحولًا في المشهد السياسي بعد عامين من الحرب الطويلة. ورغم التباينات بين الطرفين، فإن تنفيذ الاتفاق بهذه الدقة يمثل اختبارًا حقيقيًا لإمكانية الوصول إلى تفاهمات أوسع، خاصة مع انخراط أطراف دولية جديدة في الوساطة ووجود التزام واضح من الصليب الأحمر بمراقبة كافة مراحل التنفيذ.
استمرار الغموض حول مصير بقية الرهائن
ورغم إعلان إسرائيل استلام جميع الرهائن الأحياء، فإن الغموض ما زال يحيط بمصير عدد من الجثامين التي لم تُستعد بعد. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول عسكري كبير أن بعض الرفات قد لا تُعاد اليوم، فيما تتواصل الجهود لتحديد مواقعها داخل القطاع.