اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
في إطار فعالياتها الثقافية والاجتماعية، نظّمت اللجنة الثقافية والرياضية في جمعية الكشافة الكويتية أمسية تثقيفية حملت عنوان «أهم الأحداث في تاريخ الكويت»، في مقر الجمعية بمنطقة حولي، وسط حضور نوعي من المهتمين بالشأنين الثقافي والتاريخي.قدّم الأمسية رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل، مستعرضا من خلالها محطات تاريخية بارزة في تاريخ الكويت، وتميّز حديثه بأنه غني بالمعلومات وقد روى المعلومات بأسلوب قصصي جذاب أسر الحضور.شهدت الفعالية حضور نائب رئيس جمعية الكشافة، حسين المقصيد، إلى جانب عدد من المثقفين والباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ الكويتي. وسلّط العبدالجليل الضوء على مجموعة من الشواهد والوثائق التي تعكس استقلالية الكويت منذ بدايات نشأتها، مبينا أنه ركز في قراءاته الكثيرة على تتبّع الأحداث التاريخية التي مرّت بها الكويت، مستندا إلى أقدم المخطوطات والوثائق المتاحة، ومنها مخطوطة تعود إلى عام 1709 للحاج الدمشقي مرتضى بن علوان، التي ذكر فيها «دخلت بلدًا يُقال لها الكويت»، موضحا أنها تُعد دليلا على أن الكويت دولة مستقلة لا تتبع دولا أخرى. كما أورد العبدالجليل واقعة موثّقة تتعلق بالوكيل السياسي لشركة الهند الشرقية الهولندية فرانك كانتر، الذي اتهم بالاختلاس أثناء وجوده في البصرة، ولجأ إلى الكويت لفترة من الزمن، قبل أن يغادرها عبر إحدى القوافل التجارية عام 1750، موضحا أن هذه الواقعة تؤكّد أيضًا أن الكويت لم تكن خاضعة للنفوذ العثماني.قوة بحرية
في إطار فعالياتها الثقافية والاجتماعية، نظّمت اللجنة الثقافية والرياضية في جمعية الكشافة الكويتية أمسية تثقيفية حملت عنوان «أهم الأحداث في تاريخ الكويت»، في مقر الجمعية بمنطقة حولي، وسط حضور نوعي من المهتمين بالشأنين الثقافي والتاريخي.
قدّم الأمسية رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل، مستعرضا من خلالها محطات تاريخية بارزة في تاريخ الكويت، وتميّز حديثه بأنه غني بالمعلومات وقد روى المعلومات بأسلوب قصصي جذاب أسر الحضور.
شهدت الفعالية حضور نائب رئيس جمعية الكشافة، حسين المقصيد، إلى جانب عدد من المثقفين والباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ الكويتي.
وسلّط العبدالجليل الضوء على مجموعة من الشواهد والوثائق التي تعكس استقلالية الكويت منذ بدايات نشأتها، مبينا أنه ركز في قراءاته الكثيرة على تتبّع الأحداث التاريخية التي مرّت بها الكويت، مستندا إلى أقدم المخطوطات والوثائق المتاحة، ومنها مخطوطة تعود إلى عام 1709 للحاج الدمشقي مرتضى بن علوان، التي ذكر فيها «دخلت بلدًا يُقال لها الكويت»، موضحا أنها تُعد دليلا على أن الكويت دولة مستقلة لا تتبع دولا أخرى. كما أورد العبدالجليل واقعة موثّقة تتعلق بالوكيل السياسي لشركة الهند الشرقية الهولندية فرانك كانتر، الذي اتهم بالاختلاس أثناء وجوده في البصرة، ولجأ إلى الكويت لفترة من الزمن، قبل أن يغادرها عبر إحدى القوافل التجارية عام 1750، موضحا أن هذه الواقعة تؤكّد أيضًا أن الكويت لم تكن خاضعة للنفوذ العثماني.
قوة بحرية
وواصل العبدالجليل استعراضه للأحداث التي أكدت المكانة السياسية والاقتصادية للكويت، وأوضح أنه في عام 1753، كتب ممثل شركة الهند الشرقية الهولندية، البارون كنبهاوزن الهولندي، تقريرًا وصف فيه الكويت بأنها تمتلك قوة بحرية، مشيرًا إلى أنها تمتلك أسطولًا مكونا من 300 سفينة يعمل عليها نحو 4000 رجل. كما أشار في تقريره إلى «العتوب» وقوتهم البحرية، ودورهم في نهضة الكويت.
شيخ القرين
وفي سياق متصل، تحدث العبدالجليل عن زيارة قام بها الطبيب الإنكليزي وممثل شركة الهند الشرقية البريطانية، إدوارد أيفز، عام 1758 إلى جزيرة خرج، حيث استعانوا بحاكم أو شيخ القرين لنقل بعض البضائع إلى حلب.
وتابع حديثه بالإشارة إلى خريطة الرحالة الألماني كارستن نيبور، التي ذكر فيها اسم الكويت لأول مرة، بعدما كانت تُعرف باسم القرين، ووضع في خريطته خور عبدالله، وجزيرتي فيلكا وبوبيان ضمن حدود الكويت، وانتقل في حديثه إلى عام 1793، عندما انتقل مقر شركة الهند الشرقية البريطانية من البصرة إلى الكويت في عهد حاكم الكويت الثاني، الشيخ عبدالله الأول بن الشيخ صباح الأول، مؤكدا أن هذا التحول كان له أثر إيجابي كبير على الاقتصاد الكويتي آنذاك، وأسهم في تنشيط الحركة التجارية وتعزيز المكانة الإقليمية للبلاد.
وتوقف عند عام 1831، ليشرح ما أطلق عليه بـ «سنة الطاعون»، التي وصفها بـ «المأساة»، حيث فقدت الكويت نحو ثلثي سكانها بسبب انتشار الوباء الذي حدث في عهد حاكمها الثالث، الشيخ جابر العيش، ثم أشار إلى «سنة الهيلك» عام 1868، التي جسدت دور الكويتيين في التكافل والإحسان، حيث واجه الناس ظروفا قاسية، وكان للمحسنين دور بارز في دعم المحتاجين والتخفيف من آثار الأزمة.
خسائر فادحة
أما في عام 1871، التي عرفت بـ «سنة الطبعة»، عندما ضرب إعصار عنيف سواحل المحيط الهندي، مما أدى إلى غرق عدد كبير من السفن الكويتية، وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. كما تطرق العبدالجليل إلى «سنة الرجبية» 1872، التي شهدت أمطارا غزيرة أدّت إلى تهدم الكثير من المنازل، تبعها بالحديث عن «سنة الدبا» عام 1890، حين اجتاح الجراد الكويت وأتلف المحاصيل الزراعية، بل حتى آبار المياه لم تسلم من أذاه.
وأكمل العبدالجليل حديثه، مشيرا إلى «سنة الجدري» عام 1932، التي راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال، ليصل إلى «سنة الهدامة» 1934، حين انهارت منازل كثيرة بسبب الأمطار الغزيرة، في واحدة من أقسى الكوارث الطبيعية التي عرفتها البلاد.
واختتم حديثه بتأكيد أن استحضار هذه المحطات التاريخية لا يهدف فقط إلى استرجاع الماضي، بل يحمل رسالة عميقة للأجيال الجديدة، تذكرهم بحجم التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد، وكيف شيدت الكويت بإرادة صلبة، ورممت بالصبر والتكاتف في وجه كل المحن.