أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مهلة جديدة تتراوح بين 10 إلى 12 يومًا للتوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع بين روسيا وأوكرانيا، خلال زيارته لمنتجع تيرنبيري للجولف في اسكتلندا، حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني كيير ستارمر.

وأعرب ترامب عن إحباطه من بطء المفاوضات، مشيرًا إلى عدم إحراز تقدم حقيقي خلال المهلة السابقة التي حددها بـ50 يومًا، قائلًا: لا يوجد سبب للانتظار وفقا لبلومبرج.

تحول في لهجة ترامب تجاه روسيا

تصريحات ترامب تعكس تحولًا من موقف تصالحي إلى تشدد أكبر تجاه روسيا. أعلن عن خطة لفرض عقوبات اقتصادية قاسية، تشمل رسومًا جمركية بنسبة 100% على البضائع الروسية وعقوبات ثانوية على دول مثل الصين والهند التي تشتري النفط الروسي.

كما تعهد خلال لقائه مع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته بتزويد أوكرانيا بمليارات الدولارات من الأسلحة، بما في ذلك أنظمة باتريوت الصاروخية، بتمويل أوروبي وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

وأعرب ترامب عن خيبة أمله في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى هجمات على مدن أوكرانية مثل كييف أسفرت عن ضحايا مدنيين، وقال: هذه ليست الطريقة الصحيحة للقيام بالأمور وفقا لصحيفة واشنطن بوست.

الخلفية الدبلوماسية والاجتماعات رفيعة المستوى

تأتي المهلة بعد محادثات في إسطنبول لم تحقق سوى تبادل أسرى. واقترحت أوكرانيا قمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبوتين، لكن روسيا اشترطت توقيع اتفاق نهائي، ولم يحضر بوتين أي محادثات وفقا لموقع الجزيرة.

في تيرنبيري، ناقش ترامب مع ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنهاء الحرب والقضايا التجارية. وقبل مغادرته واشنطن، أشار إلى دراسة عقوبات ثانوية على الدول المتعاملة مع روسيا. أندريه يرماك، رئيس ديوان زيلينسكي، أشاد بموقف ترامب، معتبرًا إياه التزامًا بالسلام من خلال القوة وفقا لشبكة سي إن إن.

ردود الفعل الروسية ومستقبل الصراع

لم تأخذ روسيا المهلة السابقة بـ50 يومًا على محمل الجد، ووصف دميتري ميدفيديف المهلة الجديدة بأنها تهديد وخطوة نحو الحرب، دون تأكيد موقف الكرملين. بوتين اشترط تنازلات كبيرة من أوكرانيا لوقف القتال وفقا لموقع تاس.

الضغوط الدولية وتحديات السلام

مهلة ترامب تضع ضغطًا كبيرًا على الأطراف، لكن فعاليتها مشكوك فيها، إذ تبلغ الواردات الأمريكية من روسيا 3 مليارات دولار فقط في 2024، والعقوبات الثانوية قد تعقد العلاقات مع دول مثل الصين.

الناتو يواصل دعم أوكرانيا بأسلحة جديدة، لكن تقدم روسيا في شرق أوكرانيا يثير شكوكًا حول إمكانية السلام السريع وفقا لموقع نيويورك تايمز.

تجدر الإشارة إلى أن مهلة ترامب الجديدة تساهم في تصعيد ضغط البيت الأبيض على كل من روسيا وأوكرانيا، لكن تعقيدات الصراع تشكك في إمكانية التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب.