صدر حديثاً عن دار عولمة للنشر والتوزيع للناقد والكاتب د. سليمان الشطي، كتاب جديد عنوانه «الثقافة فوق السطر»، والذي أبحر من خلاله في شتى ألوان الثقافة.ويقول الشطي في تمهيده لكتابه: «الثقافة فوق السطر، عنوان اخترته لهذه المجموعة من المقالات، فوجّهني إلى أن يكون التمهيد لها مقاربة لمفهوم الثقافة، ومحلّ حيرة من وجهة أخرى، فما أسهل أن نقول ثقافة، فتفهم منها ما تفهم، وما أصعب أن نقول ماذا تعني هذه الكلمة، وماذا نقصد بها، إن الحديث عن شيء لا يبدأ إلا من تحديده أولاً، فالبحث في أمر ما قائم على تصورنا له، لذا فنحن لا نملك القفز فوق هذا السور، فماذا يضير لو وضعنا سلماً صغيراً نطلّ منه على منطقة تعريف الثقافة، ونصل حبلنا بأقرب وأقصر تعريفاتها التي تجاوزت العشرات باختيار أربعة تعريفات تتراوح بين محاولة التحديد عند بعضها، ومحاولة البعض الآخر الهروب إلى أوسع إطار ممكن ليضع الثقافة فيه».واستطرد الشطي: «فأقول ابتدأ: إن هناك من رأى في الثقافة كلاً مركباً تطوي تحت جناحها المعرفة والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع»، موضحاً أن هناك من رأى أن الثقافة سلوك في الحياة، ورأيٌ حصرها في العلوم الإنسانية، وقال رأي آخر إن الثقافة كل شيء.

غلاف الإصدار

صدر حديثاً عن دار عولمة للنشر والتوزيع للناقد والكاتب د. سليمان الشطي، كتاب جديد عنوانه «الثقافة فوق السطر»، والذي أبحر من خلاله في شتى ألوان الثقافة.

ويقول الشطي في تمهيده لكتابه: «الثقافة فوق السطر، عنوان اخترته لهذه المجموعة من المقالات، فوجّهني إلى أن يكون التمهيد لها مقاربة لمفهوم الثقافة، ومحلّ حيرة من وجهة أخرى، فما أسهل أن نقول ثقافة، فتفهم منها ما تفهم، وما أصعب أن نقول ماذا تعني هذه الكلمة، وماذا نقصد بها، إن الحديث عن شيء لا يبدأ إلا من تحديده أولاً، فالبحث في أمر ما قائم على تصورنا له، لذا فنحن لا نملك القفز فوق هذا السور، فماذا يضير لو وضعنا سلماً صغيراً نطلّ منه على منطقة تعريف الثقافة، ونصل حبلنا بأقرب وأقصر تعريفاتها التي تجاوزت العشرات باختيار أربعة تعريفات تتراوح بين محاولة التحديد عند بعضها، ومحاولة البعض الآخر الهروب إلى أوسع إطار ممكن ليضع الثقافة فيه».

واستطرد الشطي: «فأقول ابتدأ: إن هناك من رأى في الثقافة كلاً مركباً تطوي تحت جناحها المعرفة والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع»، موضحاً أن هناك من رأى أن الثقافة سلوك في الحياة، ورأيٌ حصرها في العلوم الإنسانية، وقال رأي آخر إن الثقافة كل شيء.

ثم عرّف الشطي مفهوم الثقافة في تراثنا العربي، مُنكراً عدم وجود هذا المفهوم فيه، لأن الاصطلاح حديث مفتقد في التراث العربي.

وفي السياق، تطرق الشطي إلى أمرين انحدرا من هذا التراث مثل كلمة أدب وهي تعني مفهوم الثقافة العامة، كما أن لفظ أو مصطلح «ثقافة» ورد ليعطي المعنى نفسه بطريقة موحية، موضحاً أن «الثقافة كمّ معرفي فاعل في تكوين شخصية الفرد، يصبح - بفضله - منسجماً مفيداً في مجتمع معين».

وأوجز بقوله إن «الثقافة هي خبرة الإعداد لمواجهة الحياة والتكيف معها بوعي يليق بالإنسان»، مؤكداً أن الثقافة تهدف إلى إعدادنا للحياة وتقبل صدماتها، كما أنها تدرب العقول على الانفتاح وتنمي العواطف النبيلة، فهي تطهرنا من تطرف أفكارنا وتعصب عواطفنا.

وبيّن في موقف آخر من التمهيد أن تزييف الثقافة وتبسيط شكلها وأهدافها، ليست قضية بعيدة أو ضرباً من التطورات، ولكنه واقع واضح في ثقافة الكوكاكولا وماكدونالدز وبنطلون الجينز الممزق، إنها ثقافة استهلاكية مخدرة.

رؤية ثاقبة

ثم تنقّل الشطي في كتابه بموضوعية ورؤية ثاقبة، من موضوع إلى آخر يتعلق بالثقافة، ليبدأ بحوار الأديان والعقائد، ليستخلص ببحثه وتفكيره من خلال أقول الشعراء والفلاسفة القدامى إلى ضرورة التعايش بين الأديان وليس ما يروج البعض للتحاور.

وفي موضوع آخر طرح الشطي سؤاله: لماذا لست متحمساً لما بعد الحداثة؟ ثم تطرق إلى مسألة أخرى مهمة حول الحرية والتفكير، إضافة إلى إطلالة الفكر العربي الحديث، والمثقف: نظرة في الموقف، وأمّة تحتاج إلى مثل هذه المرأة، والمواطنة بين الحب والولاء.

وطالب الشطي القارئ بأن يفكر بذكاء وينفذ بعزم. كما تحدث في موضوع آخر حول «التواطؤ على الشر»، وتحدث بشيء من التحليل عن «جرثومة التخلف»، وشرح ببعض التكثيف: «كيف يبدأ مفهوم الكتابة»، وأجاب عن سؤال: هل تهدد الثورة التكنولوجية العلوم الإنسانية؟ إضافة إلى نظرات عابرة تحدث فيها الشطي عن الخزة السيميائيَّةٌ، والمغالطة، وحذّر: أيها المتذمرُ المحتجُّ: ألا تبدأ بنفسك، وختم بموضوع يتعلق بـ»بكاءُ الرِّجال»، في الثقافة العربية والشعر العربي خاصة.

لقد قدّم الشطي في كتابه «الثقافة فوق السطر»، وجبة شهية من المعرفة سهلة الهضم والاستيعاب بفضل ما تتضمنه من أسلوب راق يتبع أسلوب السهل الممتع، ومعلومات مفيدة للمختص والقارئ العادي.