أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة المصرية لا تتدخل في تسعير الذهب، مشيرًا إلى أن أسعاره تشهد ارتفاعًا عالميًا غير مسبوق لا علاقة له بالسوق المحلية.

أسعار الذهب ترتفع عالميًا وسط حالة عدم يقين

وقال مدبولي، خلال مؤتمر صحفي، إن ارتفاع أسعار الذهب عالميًا بمستويات قياسية يأتي في ظل حالة من عدم اليقين وعدم الاستقرار في الاقتصاد الدولي.

وأضاف رئيس الوزراء، أن التطورات الجيوسياسية والتجارية أثبتت أن العالم يعيش حالة من الضبابية الشديدة.

وأوضح أن المواطنين في مختلف دول العالم يتجهون إلى الذهب كملاذ آمن للحفاظ على مدخراتهم، بعد تراجع قيم العملات الكبرى المهيمنة على الاقتصاد العالمي، وهي ظاهرة منتشرة عالميًا وليست مقتصرة على مصر.

الذهب يسجل مستويات قياسية في السوق المصرية

في السياق ذاته، واصلت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية صعودها الحاد خلال تعاملات اليوم، لتسجل مستويات قياسية جديدة مدفوعة بتزايد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار الضبابية السياسية والاقتصادية.

وارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بنحو 70 جنيهًا مقارنة بنهاية تعاملات الأربعاء، ليسجل 5720 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية عالميًا بنحو 40 دولارًا لتصل إلى 4240 دولارًا.

وسجل عيار 24 نحو 6537 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4903 جنيهات، وعيار 14 حوالي 3814 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 45،760 جنيهًا.

ارتفاع عالمي مدفوع بالتوترات التجارية الأمريكية الصينية

يشهد المعدن النفيس ارتفاعًا مطردًا، إذ ارتفع منذ مطلع الشهر بأكثر من 10%، وبنحو 60% منذ بداية العام، ليقترب من مستوى 4247 دولارًا للأوقية، مع تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر المقبل، ردًا على قرار الصين تشديد ضوابط تصدير العناصر الأرضية النادرة، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة تهدد النمو العالمي.

وفي المقابل، صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بأن واشنطن «مستعدة للحوار»، مشيرًا إلى لقاء مرتقب بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية خلال الشهر الجاري.

الإغلاق الحكومي الأمريكي يزيد الضغوط

تزامن ذلك مع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي لثلاثة أسابيع متتالية، بعد فشل مجلس الشيوخ في تمرير قانون التمويل للمرة التاسعة، ما يهدد بتسريح أكثر من 10 آلاف موظف فيدرالي وخسائر اقتصادية تُقدّر بـ 15 مليار دولار أسبوعيًا.

ويرى اقتصاديون أن استمرار هذا الوضع يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل ضعف الدولار واهتزاز ثقة الأسواق.

البنوك العالمية ترفع توقعاتها لسعر الأوقية

رجّح بنك أوف أميركا أن يبلغ سعر الذهب 5000 دولار للأوقية بحلول عام 2026، بينما يستهدف جولدمان ساكس مستوى 4900 دولار، ورفع بنك ANZ توقعاته إلى 4400 دولار بنهاية 2025 مع ذروة محتملة عند 4600 دولار منتصف 2026.

وتُظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق تتوقع خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر المقبلين بنسبة تتجاوز 90%، ما يعزز توقعات استمرار مكاسب الذهب خلال الفترة المقبلة.