كتب ـ رمضان يونس:

كما كل أسبوع، جلس إبراهيم وصديقه محمد، يتقاسمان جرعة حشيش اشتراها الأخير بثمن بخس، مستغلين غياب أسرتيهما. وأثناء جلوسهما في غرفة إبراهيم، تناقشا حول ثمن الحشيش، ليتهم إبراهيم صديقه بسرقة تذكرة من منزله أثناء غيابه في العمل، مستعيدًا خلافًا قديمًا بينهما منذ عامين. سرعان ما تحول النقاش إلى شجار انتهى بجريمة قتل مأساوية.

بـ 20 طعنة نافذة بسكين، أنهى إبراهيم حياة محمد، حيث كال له الطعنات في بطنه وظهره وصدره. حاول محمد الدفاع عن نفسه باستخدام 'كتر' واتهم إبراهيم بسرقة الحشيش، لكن الأمور تصاعدت بسرعة. بعد ارتكاب الجريمة، حاول إبراهيم إخفاء معالمها؛ فقام بإلقاء جثة صديقه أمام شقة الجيران وانتقم منه بسبب خلافاتهما السابقة. تخلص المتهم من السكين في منور العقار بعد تنظيف آثار الدماء من سجاد الغرفة.

أمام جهات التحقيق بنيابة الجيزة، اعترف إبراهيم تفصيليًا بجريمته، موضحًا أن صديقه محمد كان يسكن في الشقة المواجهة له، وكانت تجمعهما علاقة صداقة قوية تطورت إلى تعاطي الحشيش معًا. وأشار إلى أن الخلافات بينهما بدأت منذ فترة، وفي يوم الجريمة تقاسما لفافة حشيش، لكن جدالًا حول خلاف قديم تطور إلى شجار انتهى باستلال إبراهيم سكينًا من المطبخ وطعن صديقه طعنات قاتلة.

أوضح إبراهيم في اعترافاته أن محمد حاول الإفلات من الموت، لكنه أصر على قتله بتوجيه طعنات متتالية إلى ظهره وصدره وبطنه. بعدها، قام إبراهيم بنقل الجثة من الشقة إلى سلم العقار وتركها غارقة في دمائها.

اعترف إبراهيم بتغيير معالم مسرح الجريمة بالكامل؛ إذ قام بتنظيف آثار الدماء بالمياه، وألقى السجاد الملوث بالدماء وسكين الجريمة من نافذة المطبخ إلى منور العقار، محاولًا إخفاء الأدلة.

أظهر تقرير الطب الشرعي أن محمد عباس تعرض لـ 16 جرحًا نافذًا في منطقة الصدر والبطن، بالإضافة إلى 4 جروح نافذة في الظهر. وأكد التقرير أن الإصابات كانت حديثة وناجمة عن جسم صلب حاد مثل سكين.

قرر المستشار محمود غيطاس، المحامي العام الأول لنيابة جنوب الجيزة الكلية، إحالة المتهم إبراهيم.ح إلى محكمة الجنايات، بتهمة قتل صديقه داخل غرفته والتخلص من جثته بإلقائها أمام شقة الجيران بمنطقة المنيب.