أعلنت النيابة العامة لدى محكمة الدار البيضاء بالعاصمة الجزائر، السبت، عن إيداع المؤرخ محمد الأمين بلغيث الحبس المؤقت، على خلفية تصريحات اعتُبرت مساسا بالوحدة الوطنية.

وأوضحت النيابة، في بيان رسمي اطلعت عليه جريدة 'العمق'، أن التحقيقات فُتحت عقب تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه بلغيث خلال مقابلة مع قناة 'سكاي نيوز عربية'، يصف فيها الأمازيغية بأنها 'مشروع صهيوني فرنسي'.

وأضاف البيان أن هذه التصريحات تُعد 'انتهاكًا صريحًا للمبادئ الدستورية، واعتداءً على أحد ركائز الهوية الوطنية'، مشيرا إلى توجيه تهم للمؤرخ تتعلق بـ'القيام بفعل يمسّ بالوحدة الوطنية'، و'المساس بسلامة التراب الوطني'، و'نشر خطاب الكراهية والتمييز عبر وسائل الإعلام'.

وبعد الاستماع إليه من قبل قاضي التحقيق، تقرر إيداع بلغيث الحبس المؤقت في انتظار استكمال باقي الإجراءات القضائية.

ويُعد محمد الأمين بلغيث من أبرز الأكاديميين في مجال التاريخ بالجزائر، حيث درّس لسنوات بجامعة الجزائر، فيما أثارت تصريحاته الأخيرة جدلًا واسعًا؛ بين من اعتبرها اعتداءً على الهوية الوطنية، ومن رأى فيها تعبيرا عن رأي شخصي لا يبرّر المتابعة القضائية.

ودارت محاور المقابلة مع بلغيث حول العلاقة بين الجزائر وفرنسا، بالنظر إلى التاريخ الاستعماري الطويل، مستهلاً الحوار بالقول إن 'الحبل السُريّ بين الجزائر وفرنسا لم ينقطع منذ عام 1962 – وهو تاريخ استقلال الجزائر عن فرنسا – فهناك أطراف بيننا في الجزائر يقولون إن الفرنسيين ليس كلهم سواء'.

واتهم بلغيث الأطياف السياسية المختلفة في فرنسا، من 'يمين ويسار ووسط'، بالاتفاق على 'كراهية الجزائر'، على حدّ قوله.

لكن الجزء الأكثر جدلاً في المقابلة كان عند الحديث عن هوية الجزائر، إذ أشارت المذيعة إلى تصريحات سابقة لبلغيث تتعلق بالهوية الأمازيغية، وسألته عمّا إذا كان يمكن لمؤرخ أن 'يلغي ثقافة بأكملها؟'.

وأجاب بلغيث: 'ليست هناك ثقافة، هذا مشروع أيديولوجي صهيوني فرنسي بامتياز، ليس هناك شيء اسمه أمازيغية، هناك شيء اسمه بربر، والبربر عرب قدماء، وهذا ما يقوله كبار المؤرخين في الشرق والغرب'.

وتابع بلغيث أن قضية الأمازيغية عند 'عقلاء الليبيين والجزائريين والمغربيين هي مشروع سياسي لتقويض أركان وحدة المغرب العربي، ونحن نعود في جذورنا إلى الفينيقيين والكنعانيين، نحن عرب'.

وأضاف أن 'هناك مكونات بربرية معروفة، وليست هناك هوية أمازيغية، ولا توجد هذه الهوية إلا في باريس وإسرائيل'.

ولم يشر المنشور صراحة إلى بلغيث، لكنه ألمح إلى أن الإمارات تستغل من وصفه بـ 'تاجر أيديولوجيا في سوق التاريخ' لبث 'السموم الأيديولوجية'.