قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الصراع الدائر حاليًا بين إيران وإسرائيل يشهد تصاعدًا مقلقًا، مشيرًا إلى أن الطرفين وصلا إلى مرحلة غير مسبوقة من الانكشاف الجوي والعسكري، حيث أصبح المجال الجوي الإيراني عرضة للطيران الإسرائيلي، في حين تمتلك إيران القدرة على استهداف مختلف المدن الإسرائيلية بالصواريخ.

وأكد السفير محمد العرابي في مداخلة هاتفية لبرنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذا الوضع العسكري المتوتر يعكس حالة ضعف استراتيجي للطرفين، وليس قوة، ما يستدعي الابتعاد فورًا عن منطق حافة الهاوية، والدخول في مسار سياسي ينهي هذه الحرب العبثية، التي لا أفق لها.

وأضاف: 'إيران لن تستسلم، وإسرائيل لن تحقق انتصارًا حاسمًا، لذلك لا بد من تحرك دولي عقلاني بقيادة الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى لوضع حد لهذا التصعيد'.

وشدد على أن المنطقة باتت عالقة في دائرة عنف متبادل لا طائل منها، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، مع منح إيران فرصة خروج مشرف من الصراع، يحفظ ما تبقى من استقرار إقليمي ويجنب المنطقة مصيرًا شبيهًا بما حدث في العراق.

وحذر السفير محمد العرابي من أن استمرار المواجهات سيؤدي إلى إنهاك شامل للطرفين على مستوى الأرواح والبنية التحتية، مما قد يمهد لإطلاق يد إسرائيل في الإقليم بشكل غير مسبوق إذا ما ضعفت قوى المقاومة أو تم إنهاك إيران بالكامل.

وفي تعليقه على المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال السفير محمد العرابي إنها تمثل فترة اختبار للطرفين، تهدف لاستكشاف مآلات التصعيد العسكري، مرجحًا أن يكون هدفها استنزاف القدرات المتبادلة، تمهيدًا لقرارات حاسمة لاحقة.

وأشار إلى أن الضربات المتبادلة خرجت عن نطاق قواعد الاشتباك التقليدية في المنطقة، ما يهدد بإعادة رسم موازين القوى، في حال فشل المجتمع الدولي في التدخل لاحتواء الموقف.

تابع: التحذيرات الصادرة عن روسيا والصين، جاءت متأخرة ولم تعد ذات فاعلية، بل ربما تُستخدم كغطاء سياسي لمواقف يراد بها فقط تهدئة الأجواء بعد تفاقم الأمور.

وأكد أن كوريا الشمالية قد تتدخل بصورة غير محسوبة لدعم إيران، محذرًا من أن مثل هذا التحرك قد يدخل المنطقة في نفق صراع إقليمي أوسع لكنه استبعد تطور الأمر إلى حرب عالمية ثالثة، مرجحًا حدوث اضطرابات إقليمية حادة فقط.

وأكد السفير محمد العرابي بأن روسيا والصين حريصتان على استقرار الإقليم، نظرًا لما لهما من مصالح اقتصادية واستراتيجية، سواء عبر الطرق التجارية أو من خلال التعاون العسكري مثل توريد الطائرات المسيرة.