'يانجف بنور ياسيد العرسان، ياقمر ومنور على الخلان'، أصوات مكبرات الصوت تتعالى داخل أحد شوارع حي المنيب بالجيزة، مع زغاريط وهتافات تتعالى فيها أصوات الشباب لتهنئة 'محمد' ابن المنيب الذي خرج من منزله لشراء حزام جلد حتى يضعه حول وسطه ويرتديه على بنطال بدلته التي سيرتديها في ليلة زفافه.

سرعان ماتبدلت الأصوات، من فرح ورقصات إلى أصوات حزن وصريخ كأن القدر حال بينه وبين زفافه، ليقتل على يد شاب نشبت بينهما أزمة منذ 10 أيام، لكنه الآن يواجهه من جديد أثناء ذهابه مع صديقه الذي ركب خلفه على دراجته البخارية، ليعترض المتهم طريقه وتنشب بينهما مشادة جديدة يكون الناتج عنها قتل العريس بـ3 طعنات نافذة بالقلب، لتنتهي قصة حزينة كانت بداية لميلاد أسرة جديدة شاء القدر والبلطجة دونها حتى أردته قتيلًا غارقًا في دمائه.

تحمل الشاب 'محمد' متاعب الحياة لتوفير احتياجات أسرته، حيث أنه العائل الوحيد لهم وسند أشقائه الفتيات، فكان الشاب يخرج يوميًا للعمل طوال اليوم لتوفير مصاريف زفافه واحتياجات الأسرة، وفي يوم الحادث خرج الشاب لشراء حزام جلد ليكمل ارتداء ملابسه واستقل دراجه بخارية مع أحد أصدقائه لإتمام تلك المهمة في أسرع وقت، لكن المتهم كان له بالمرصاد وكان يريد قتل الشاب بعد نشوب مشادة بينهما منذ أيام.

'الحق ابنك بيموت' استقبل الأب تلك الكلمات من صديق الشاب والتي نزلت عليه كالصاعقة ليبدأ بعدها جسده بالارتعاش وسيطر الخوف على قلبه، ليهرول بعدها مسرعًا على المستشفي ويلقي نظره الوداع الأخيرة على نجله وسنده الوحيد، وفقًا لما ذكره والد المجني عليه في حديثه لـ'الدستور'.

وأصاف أن المتهم كان برفقة أربعة أشخاص وقاموا بشل حركة نجله ثم أخرج المتهم سلاحه الأبيض' سكينًا' وانهال على 'محمد' بثلاثة طعنات نافذة ليسقط بعدها جثة هامدة وتخرج روحه إلى بارئها، مُعلنة لحظات الخوف والغدر التي تعرض لها، وطالب الأب من رجال الأمن الإتيان بأقصى عقوبة للمتهم بعدما حرمه من نجله وقتله بدم بارد أمام مرأى ومسمع من الجميع.

كانت البداية بتلقي قسم شرطة المنيب بلاغًا من أحد الأهالي، يفيد بوقوع مشاجرة بين عدد من الأشخاص ووجود قتيل تم نقله للمستشفى،على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ، وتمكن رجال الشرطة من ضبط أطراف المشاجرة والسلاح المستخدم في الواقعة، وبالانتقال إلى المستشفى تبين وفاة الشاب 'محمد مصطفى' 20 عامًا متأثرًا بإصابته، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.