حذّرت شركة كاسبرسكي، خلال مؤتمرها الأوروبي «Kaspersky HORIZONS» المنعقد مؤخرًا في مدريد، من التهديدات الكبيرة التي قد تفرضها الحوسبة الكمومية على الأمن السيبراني العالمي خلال العقد المقبل.

وأكدت الشركة أن هذه التكنولوجيا، رغم ما تحمله من وعود في مجالات البحث والابتكار، قد تفتح الباب أمام موجة جديدة من الهجمات الإلكترونية، خاصة مع قدرتها المتوقعة على فك التشفيرات المستخدمة حاليًا لحماية البيانات الحساسة.

وبيّنت كاسبرسكي أن من أبرز التهديدات المحتملة، استراتيجية 'خزن الآن.. فك لاحقًا'، حيث تقوم جهات خبيثة بتخزين البيانات المشفّرة حاليًا على أمل فك تشفيرها مستقبلاً مع تطور قدرات الحوسبة الكمومية.

كما أشارت إلى المخاطر التي قد تطال شبكات البلوكشين والعملات المشفّرة، بفعل قدرتها على اختراق التوقيعات الرقمية والتلاعب بالمعاملات، ما قد يقوض الثقة في النظام المالي اللامركزي.

كما حذّرت الشركة من ظهور برمجيات فدية جديدة مقاومة للكم، قد تعتمد خوارزميات تشفير متطورة تجعل من الصعب فك تشفير البيانات حتى باستخدام الحوسبة الكمومية مستقبلاً، وأكد خبراء كاسبرسكي أن هذه التهديدات تستدعي تحركًا سريعًا لتبني خوارزميات تشفير 'ما بعد الكم'، وتطوير خطط أمنية استباقية لحماية البيانات.

وشدّد الخبراء على ضرورة تعاون الحكومات، ومجتمع الأمن السيبراني، والشركات الكبرى، لتسريع الانتقال إلى تقنيات الحماية الجديدة وضمان جاهزية البنى التحتية الرقمية. وفي هذا الإطار، اعتبر سيرغي لوجكين، رئيس وحدة البحث والتحليل العالمية لدى كاسبرسكي، أن «القرارات الأمنية التي نتخذها اليوم هي التي سترسم معالم صمود بنيتنا الرقمية لعقود مقبلة»، داعيًا الجميع إلى البدء في التحصين من الآن لتفادي خسائر مستقبلية جسيمة.