كشف مسئول إسرائيلي كبير لصحيفة «زمان» الإسرائيلية، عن «مناقشات إسرائيلية مع دولة الكونغو ودول أخرى لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين، وأن الكونغو ستكون مستعدة لاستقبال المهاجرين، وتجري محادثات مع آخرين» تتزامن هذه التحركات المشبوهة، التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، على هامش الذكرى الأولى للعدوان على قطاع غزة، مع تنفيذ ما يسمى بـ«خطة الجنرالات» لطرد المدنيين من شمال قطاع غزة، حيث كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مناطق الشمال.

وصدق «نتنياهو» على «خطة الجنرالات» في سبتمبر الماضي، لتهجير الفلسطينيين من القطاع، وإنشاء مستوطنات جديدة. وكانت مجموعة من قادة وجنود الاحتياط الإسرائيليين (منتدى قادة ومقاتلي الاحتياط) قد وضعوا خطة تستهدف «هزيمة المقاومة الفلسطينية، بشكل حاسم، لأن الغارات الحالية للقضاء عليها، غير كافية لإطلاق سراح الرهائن أو الاستسلام».

تم إعداد «خطة الجنرالات» عبر الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، اللواء متقاعد، جيورا إيلاند، بدعم من عشرات الضباط الكبار، يتصدرهم، اللواء متقاعد، غيرشون هاكوهين، والعميدان احتياط، جاي هازوت، وديدى سيمحى، و الخطة إلى «إعلان شمال قطاع غزة، ومدينة غزة والأحياء المحيطة بها، منطقة عسكرية مغلقة، وأن 300 ألف مدني سيُمنحون أسبوعاً واحداً لإخلاء المنطقة عبر ممرات آمنة تابعة للجيش الإسرائيلي».

وفق «خطة الجنرالات» التي سربتها إسرائيل لوسائل الإعلام الدولية منذ التصديق عليها، فإنه «بعد فترة الإخلاء، ستُوضع المنطقة تحت حصار عسكري كامل، مما يترك لأفراد المقاومة خيار الاستسلام أو مواجهة الموت» ومنذ أيام قليلة، قدم المنتدى الخطة إلى أعضاء مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وكبار المسئولين الحكوميين، وحث القيادة السياسية على إصدار تعليمات للجيش بتنفيذ الاستراتيجية بسرعة.

تشدد الخطة على «سيطرة الجيش الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية في القطاع وتقييد دخولها» وأشار «آيلاند» إلى أن «أهم مطالب المقاومة في المفاوضات زيادة عدد الشاحنات إلى 200 شاحنة يوميا» مطالبا بـ«دخول شاحنتين فقط، يوميا» وسط تأكيدات من واضعي الخطة بأن «ما يحدث في مناطق الشمال، حاليا، يمكن تكراره في أجزاء أخرى من قطاع غزة، خاصة رفح، وأن الخطة هي المسار الوحيد القابل للتطبيق لهزيمة المقاومة وتأمين إطلاق سراح الرهائن».

وفيما أوضح مسئول في الجيش الإسرائيلي إلى «العمل على تحويل منطقة شمال غزة، بما في ذلك بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، إلى حزام أمني تمهيداً لعودة المستوطنات إلى شمال غزة» فقد قامت القوات الإسرائيلية بشن موجة كبيرة من الغارات الجوية المكثفة شمال القطاع، طالت بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، أسفر القصف عن مقتل العشرات من المدنيين، وبسبب التوغل البرى الإسرائيلي الكثيف بتلك المناطق لم تستطع سيارات الإسعاف انتشال العديد من الجثث.

جاء القصف تزامنا مع أوامر جديدة للجيش الإسرائيلي بإخلاء هذه المناطق. ودعت الجهات الأمنية في قطاع غزة (عبر بيان) المواطنين في شمال القطاع في مناطق مثل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا إلى عدم الاستجابة لتهديدات الاحتلال بإخلاء منازلهم والانتقال إلى جنوب قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة (في بيان) إن جيش الاحتلال طالب 3 مستشفيات في شمال قطاع غزة (كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة) إلى إخلاء المرضى والطواقم الطبية، وأن الجيش الإسرائيلي هدد المستشفيات الثلاثة بالتدمير واعتقال وقتل من فيها، إذا لم يتم الإخلاء.