أثارت واقعة تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر لأحد الأشخاص يقوم بالاعتداء بالضرب المبرح على طفلة صغيرة، موجة غضب واسعة في البلاد.

وأعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة أنه فور رصد الواقعة صباح اليوم، وبعد إبلاغ النيابة العامة تم ضبط الشخص المعتدي وتبين أنه والدها ويعمل سايسا بمحيط منطقة المهندسين بالقاهرة، وأن الطفلة تبلغ من العمر 12 عاما وتعيش وشقيقتاها ( 5 - 6 سنوات) معه بعد وفاة والدتهن.

وتلقت وحدة الرصد بالمجلس القومي للطفولة والأمومة بلاغًا عبر خط نجدة الطفل حول الفيديو المتداول، الذي أظهر الوالد وهو يوجه ضربات عنيفة لابنته في مشهد صادم أثار استياء المواطنين، وخلال التحقيقات الأولية تبين أن الطفلة تعرضت للضرب نتيجة خلافات عائلية، فيما كشفت معاينة حالتها عن وجود آثار إصابات جسدية تتطلب رعاية طبية فورية.

أوضحت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة أن التحقيقات كشفت عن غياب أي أقارب مؤهلين لرعاية الطفلة وشقيقتيها، مما دفع المجلس إلى تقديم تقرير إلى النيابة العامة يوصي بإيداع الصغيرات الثلاث في دار رعاية مناسبة لحالتهن، مع ضمان توفير الدعم النفسي والطبي اللازم.

وأكدت أن النيابة العامة تواصل التحقيق مع الوالد لتحديد دوافع الاعتداء والظروف المحيطة بالواقعة، مع النظر في إمكانية توجيه تهم تتعلق بالإيذاء البدني وإساءة معاملة الأطفال.

وأشاد صبري عثمان مدير الإدارة العامة لنجدة الطفل، بالاستجابة السريعة للنيابة العامة، مشيرًا إلى أن وحدة الرصد تعمل على مدار الساعة لمتابعة المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، وإعداد تقارير فورية للتدخل في حالات الاعتداء على الأطفال.

وتُعد هذه الواقعة جزءًا من سلسلة الحوادث التي تسلط الضوء على تحديات حماية الأطفال في مصر، حيث أفادت دراسة أجريت بالتعاون بين المجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمة اليونيسف عام 2015 أن حوالي 93% من الأطفال المصريين بين سن 1 و14 عامًا يتعرضون لأشكال مختلفة من العنف البدني أو النفسي كجزء من ممارسات تأديبية مقبولة اجتماعيًا.

وتشير تقارير المجلس إلى تلقيه حوالي 8000 بلاغ خلال الأشهر الستة الماضية، 30% منها متعلقة باستغلال الأطفال، و25% بجرائم العنف الأسري.

وأثار الفيديو المتداول موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب المستخدمون بتشديد العقوبات على الوالد المعتدي وتوفير حماية فورية للأطفال، وكتب أحد المستخدمين على منصة 'إكس': 'كيف يمكن لوالد أن يعتدي على ابنته بهذا الشكل؟ يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة!'، بينما دعا آخرون إلى تعزيز دور المجلس القومي في مراقبة الأسر التي تعيش في ظروف اجتماعية صعبة.

المصدر: RT