أعلنت شركة ديستني إنرجي السنغافورية أنها استثمرت 210 مليون دولار أمريكي لإنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء في منطقة قناة السويس الاقتصادية. وأكدت الشركة أن المشروع سيعتمد على الطاقة المتجددة من الرياح والشمس لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويله إلى أمونيا خضراء، بطاقة إنتاجية سنوية تتجاوز 100 ألف طن، وفقا لصحيفة فيول سلز وركس.

تفاصيل المشروع

صرّح الرئيس التنفيذي للشركة أن المصنع سينتج يوميًا نحو 53 طنًا من الهيدروجين الأخضر وقرابة 300 طن من الأمونيا الخضراء. وأوضح أن هذه الكميات ستُوجَّه إلى السوق المحلي المصري وإلى الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن حاجته إلى نحو 4 ملايين طن من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2030.

الأبعاد الاقتصادية

وأكدت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة أن المشروع سيُسهم في تقليل البصمة الكربونية للصادرات المصرية، وسيساعد على تحسين وصولها إلى الأسواق الأوروبية التي بدأت تطبيق آلية تعديل الكربون على الحدود.

وأشارت الهيئة إلى أن مصر تقدم حوافز قوية للمستثمرين في هذا القطاع، حيث تسمح بعض البرامج باسترداد ما يصل إلى 55% من تكاليف رأس المال خلال سبع سنوات، وهو ما يجعل الاستثمار في الطاقة النظيفة أكثر جاذبية.

الأثر البيئي

وأوضحت الشركة أن إنتاج الأمونيا الخضراء يعتمد على التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة المتجددة، ما يعني أن العملية لا تنتج انبعاثات كربونية تقريبًا. وأكدت أن المشروع يضع مصر في قلب الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ، ويمنحها فرصة لتكون لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة المستدامة.

البعد الاستراتيجي

وأشار تقرير لموقع هيدروجين فيول نيوز، المتخصص في شؤون الطاقة النظيفة، إلى أن منطقة قناة السويس الاقتصادية تمثل موقعًا مثاليًا لمثل هذه المشروعات، نظرًا لقربها من أهم الممرات البحرية العالمية. وأكدت أن وجود مصنع بهذا الحجم في مصر يعزز من دورها كلاعب أساسي في سلاسل التوريد العالمية للطاقة النظيفة، ويمنحها موقعًا متقدمًا في التحول الأخضر.

يُظهر استثمار ديستني إنرجي أن مصر لا تكتفي بدورها التقليدي كمصدر للطاقة الأحفورية، بل تتحول تدريجيًا إلى مركز إقليمي للطاقة المستدامة. المشروع لا يقتصر على البعد الاقتصادي، بل يحمل أيضًا قيمة استراتيجية وبيئية، إذ يربط مصر مباشرة بالأسواق الأوروبية ويضعها في مقدمة الدول المصدرة للأمونيا الخضراء.