أكد سفير أوكرانيا بالقاهرة ميكولا ناهورنى، أن اليوم الأوّل من نوفمبر عام 2025 يعد تاريخًا مميّزًا بالنسبة إلى المجتمع الثقافى العالمى، إذ ارتبط بالافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير فى الجيزة، وهى مبادرة جرى تنفيذها على مدى أكثر من عقدين من الزمن، بهدف إنشاء أكبر مجمع في العالم مكرّس لإحدى أقدم وأعظم الحضارات في تاريخ الإنسانية، معبرا عن يقينه بأنّ هذا الصرح الفريد سيغدو مركزًا حيًّا للثقافة والتعليم والإلهام للأجيال الحاضرة والمقبلة، ورمزًا لوحدة الإنسانية حول قيمٍ مشتركة هي المعرفة، والاحترام المتبادل، والسلام.

وأضاف ميكولا ناهورني ـ في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين، أن افتتاح المتحف المصرى الكبير لا يُعد إنجازًا وطنيًا لمصر فحسب، بل حدثًا ذا أهمية عالمية، يجسّد رؤيةً بعيدة المدى وثباتًا في السياسة الثقافية الرامية إلى حفظ التراث الإنساني ودراسته ونشره، فمثل هذه المشاريع العملاقة تُرسّخ مكانة مصر كمهد للحضارة وأحد القادة في الحوار بين الثقافات.. معبرا عن يقينه بأنّ هذا الصرح الفريد سيغدو مركزًا حيًّا للثقافة والتعليم والإلهام للأجيال الحاضرة والمقبلة، ورمزًا لوحدة الإنسانية حول قيمٍ مشتركة هي المعرفة، والاحترام المتبادل، والسلام.

دعم السياحة وتطوير البحث العلمي

وأوضح أن إنشاء المتحف المصرى الكبير له أهمية تتجاوز البعد الثقافي، إذ تفتح آفاقًا جديدة أمام قطاع السياحة، وتُسهم في تنمية البحث التاريخي وتعزيز التبادل الحضاري بين الثقافات.. مشيرا إلى أن المتحف من حيث الناحية العلمية يُجسّد بُعدًا آخر لا يقل أهمية فهو ليس فقط مركزًا لحفظ وترويج تراث مصر القديمة، بل منبرًا جديدًا لتطوير التعاون الأكاديمي الدولي.

وبين أن العلاقات الأثرية والعلمية بين أوكرانيا ومصر شهدت في السنوات الأخيرة نشاطًا ملحوظًا، حيث قام علماء مصريات أوكرانيون بزيارات عمل إلى القاهرة و عقدوا خلالها لقاءات مع زملائهم المصريين والأجانب، وشاركوا في مؤتمرات علمية متخصّصة فضلا عن ذلك زاروا مواقع الحفريات قرب جبانة سقارة، في حين انضمّت مجموعات من الطلاب والباحثين الأوكرانيين إلى البعثات الأثرية الدولية، ولاسيما في معبد الملكة حتشبسوت قرب الأقصر مما تسهم هذه التبادلات في إثراء مدارسنا العلمية المتبادلة وتعزيز الشراكة الثقافية بين البلدين .

وأكد أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مخزن للآثار، بل هو نموذجٌ رائد في الجمع بين الأصالة والابتكار من حيث تصميمه المعماري الحديث، وتجهيزاته التقنية المتطورة، وإمكانية الزيارة التفاعلية بلغات متعددة، تجعله بحق متحف القرن الحادي والعشرين..مثمنا إدراج اللغة الأوكرانية مؤخرًا على الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار المصرية.

وعبر عن أمله في أن تُدرج اللغة الأوكرانية قريبًا ضمن خيارات المرشدات الصوتية في المتحف المصري الكبير، مشيرا إلى اعتقاده بأن خطوة كهذه ستكون مثالًا مشرفًا وبداية طيبة لتوسيع حضور لغتنا في المؤسسات الثقافية الرائدة في مصر.

ولفت إلى أن مصر تعد الوجهة السياحية لأوكرانيا وذلك بالرغم من التحديات الجسمية التي تمر بها بلادنا فما زال تدفّق الزائرين الأوكرانيين إلى مصر ثابتًا وعاليًا، إذ يُقاس بمئات الآلاف سنويًّا، وهو ما يعكس عمق الثقة المتبادلة، وصلابة الروابط الإنسانية، وصدق اهتمام شعبنا بالثقافة المصرية..مشيرا إلى أن عدد السائحين الأوكرانيين بلغ 5ر1 مليون سائح عام 2021 .

وعبر عن خالص التهاني للشعب المصري، وللسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وللحكومة المصرية بهذه المناسبة البارزة..ونؤكد مشاركتنا الشعب المصري مشاعر الفخر بهذا الإنجاز التاريخي، وباكتمال مشروعٍ ضخمٍ طال انتظاره، يُدهش العالم بروعة تصميمه المعماري، ومهارته التقنية، وقيمته الثقافية البالغة وأنه يؤسفنا عدم مشاركة وفد رسمي من أوكرانيا بسبب الظروف الراهنة .