كشفت دراسة حديثة نُشرت على موقع 'Healthline' أن الاستيقاظ لمدة يومين متتاليين دون نوم يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة على الجسم والعقل، مشيرة إلى أن هذه التجربة تخلق تغييرات جسدية وعقلية قد تكون مفاجئة للكثيرين.

أظهرت الأبحاث أن الإرهاق الناتج عن الاستيقاظ المستمر يمكن أن يكون له عواقب صحية ونفسية خطيرة.

أحد التأثيرات الأولى التي يشعر بها الفرد هو ضعف التركيز والانتباه، مما يجعل من الصعب معالجة المعلومات وتحديد الأولويات أو اتخاذ القرارات بشكل منطقي. 

يجد الشخص نفسه غير قادر على تذكر الأحداث الحديثة أو استرجاع الذكريات القديمة بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يصبح اكتساب مهارات جديدة أو التعلم أكثر صعوبة، حيث تضعف قدرة الدماغ على تخزين واستيعاب المعلومات بشكل فعال.

كما يعاني الشخص من تقلبات مزاجية حادة، مما يؤدي إلى زيادة العصبية والانفعال، ويُلاحظ تباطؤ في ردود الأفعال، مما يزيد من فرص التعرض للحوادث والإصابات.

 في العديد من الحالات، قد يشعر الشخص أيضًا بتزايد مستويات التوتر والقلق، مما يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية بشكل عام.

أما على المستوى الجسدي، فإن الاستمرار في الاستيقاظ دون نوم يؤدي إلى إرهاق شديد يمكن أن يظهر حتى مع أقل الأنشطة البدنية.

 مع تزايد التعب، يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض بسبب ضعف الجهاز المناعي، الذي يكون في حالة انخفاض ملحوظ بعد الحرمان من النوم.

تظهر أيضًا مشكلات صحية إضافية مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، حيث قد يعاني الشخص من الغثيان أو الإمساك أو الإسهال. كما أن ضغط الدم يرتفع بشكل ملحوظ، ما يضع عبئًا إضافيًا على القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب. 

وفي بعض الحالات، يعاني الشخص من تقلبات في الشهية، سواء بفقدانها تمامًا أو بزيادة الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية.

على صعيد آخر، يشعر الشخص الذي لا ينام لفترة طويلة بتشنجات عضلية أو ارتجاف لا إرادي. 

كما يعاني من تشوش في الرؤية، مما يسبب صعوبة في التركيز على الأجسام والأشياء بشكل واضح.

من الناحية النفسية، يعاني الشخص الذي يظل مستيقظًا لمدة يومين متتاليين من صعوبة شديدة في مقاومة النعاس، وقد يغفو بشكل مفاجئ في أوقات غير مناسبة. يرتفع مستوى القلق والتوتر بشكل ملحوظ، مما يزيد من الضغط النفسي. وفي الحالات المتقدمة، قد يتعرض الشخص للهلاوس البصرية والسمعية، حيث يبدأ في رؤية أو سماع أشياء غير موجودة في الواقع، مما يشير إلى تأثيرات خطيرة على الصحة العقلية.

إذاً، الاستيقاظ لمدة يومين متتاليين دون نوم قد يبدو أمرًا غير ضار للبعض، لكنه يحمل آثارًا خطيرة قد تؤثر على الجسد والعقل بطرق غير متوقعة.