أكد الإعلامي أحمد موسى، أن مفهوم الدولة الفاشلة يرتبط بشكل مباشر بغياب السيادة ووجود الميليشيات المسلحة وعدم سيطرة الدولة على أراضيها، مشددًا على أن أي كيان يفقد احتكاره للقوة أو تتعدد فيه مراكز القرار يصبح عرضة للفوضى والانهيار، وتتحول قراراته إلى رهينة لإرادات خارجية.

معايير الدولة الفاشلة

وأوضح أحمد موسى، خلال تقديم برنامجه «على مسئوليتي» المذاع على قناة «صدى البلد»، أن أي دولة يوجد بها حكومتان أو أكثر تُعد دولة فاشلة، مؤكدًا أن تعدد مراكز السلطة يفتح الباب أمام الصراعات الداخلية، ويقوض مؤسسات الدولة الوطنية. وأضاف: «أي دولة عندها قوات أجنبية على أراضيها دولة فاشلة»، في إشارة واضحة إلى أن فقدان السيطرة العسكرية والأمنية يمثل أخطر مظاهر انهيار الدولة.

وأشار أحمد موسى، إلى تصريحات الدكتور بدر عبدالعاطي، التي أكد خلالها أن مفهوم الدولة الوطنية يشهد تراجعًا في عدد من الدول العربية، نتيجة الصراعات الداخلية، وانتشار الميليشيات، والتدخلات الخارجية، مشددًا على أن مصر كانت ولا تزال داعمة بقوة لفكرة الدولة الوطنية ومؤسساتها، باعتبارها الضامن الوحيد للاستقرار وحماية الشعوب من الفوضى والإرهاب.

الإعلام في دعم الدولة الوطنية

وأكد الإعلامي أحمد موسى، أن الإعلام المصري يلعب دورًا وطنيًا في مساندة الدولة ومؤسساتها، موضحًا أنه لم ولن يدعم أي ميليشيا مسلحة تحت أي ظرف، قائًلا: «عمري ما أطلع أساند ميليشيا، ده يبقى آخر يوم في عمري»، في رسالة واضحة تعكس التزامه بموقف الدولة المصرية الرافض للفوضى والعنف المسلح.

وتطرق أحمد موسى، إلى موقفه السابق من جماعة الإخوان، مؤكدًا أنه وصفهم بالإرهابيين حتى وهم في الحكم، انطلاقًا من قناعات راسخة بخطورة التنظيمات التي تعمل خارج إطار الدولة، مضيفًا أن هناك دولًا في المنطقة تعاني اليوم من وجود ميليشيات مسلحة، داعيًا من يبررون تلك الكيانات إلى النظر في أوضاع بلدانهم التي باتت محتلة أو تعاني من الانقسام والانهيار.

الأمن القومي المصري خط أحمر

وتابع أحمد موسى، حديثه متسائلًا: «ليه فيه ناس عندها رغبة في انتشار الإرهاب؟»، مؤكدًا أن الدولة المصرية تتابع الأوضاع الإقليمية بدقة، وأن حدودها مؤمنة بالكامل، مشددًا على أن أي محاولة لاختراق الحدود المصرية ستواجه بحسم وقوة، في إطار حماية الأمن القومي وعدم السماح بتكرار سيناريوهات الفوضى التي شهدتها دول أخرى.

واختتم الإعلامي أحمد موسى، تصريحاته بالتأكيد على أن مصر دولة قوية بمؤسساتها وجيشها وشعبها، ولن تسمح بانتشار الإرهاب أو الميليشيات على أراضيها، مشيرًا إلى أن التجربة أثبتت أن الدول التي تفقد سيادتها وتسمح بتعدد السلاح خارج إطار الدولة تصبح ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية والصراعات التي يدفع ثمنها المواطن البسيط، وأن دعم الدولة الوطنية ليس خيارًا، بل ضرورة حتمية للحفاظ على الأوطان ومنع سقوطها في مستنقع الفوضى، مشددًا على أن الوعي الشعبي والإعلام الوطني يمثلان خط الدفاع الأول في مواجهة مخططات هدم الدول وتقويض مؤسساتها.