شهد عام 2024 موجة غير مسبوقة من الكوارث الطبيعية التي اجتاحت مناطق مختلفة من العالم، متسببة في خسائر فادحة على الصعيدين الإنساني والاقتصادي.

من الزلازل المدمرة إلى الفيضانات العارمة وحرائق الغابات، رسمت هذه الكوارث صورة قاتمة عن تأثير تغير المناخ وتزايد الظواهر المناخية المتطرفة.

نستعرض هنا أبرز الكوارث الطبيعية التي ميزت هذا العام:

في يناير 2024، تعرضت اليابان لزلزال قوي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، هز منطقة هوكايدو. الزلزال أدى إلى وفاة 128 شخصًا وإصابة المئات، بينما انهارت المباني والبنى التحتية في عدة مدن. الأضرار لم تقتصر على الهزات الأرضية، إذ تفاقمت الكارثة بسبب عواصف ثلجية وانزلاقات أرضية، ما عرقل جهود الإنقاذ وزاد من معاناة السكان المتضررين.

في أبريل 2024، ضرب زلزال قوي جزيرة تايوان بقوة 7.4 درجة، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة أكثر من 100. الكارثة دمرت العديد من البنايات وقطعت شبكات الطرق والكهرباء، مما دفع السلطات لإعلان حالة الطوارئ وإطلاق عمليات إجلاء واسعة النطاق للسكان.

الفيضانات.. أمطار تغرق المغرب وإسبانيا

شهدت المملكة المغربية واحدة من أسوأ الفيضانات في تاريخها الحديث خلال شهري سبتمبر وأكتوبر. أمطار غزيرة غير مسبوقة تسببت في انهيار منازل وجرف سيارات وقطع الطرق، خاصة في مناطق مراكش وطنجة. الأضرار الاقتصادية كانت هائلة، كما عانت العديد من القرى من نقص حاد في الغذاء والماء بسبب انقطاع الإمدادات.

في نوفمبر 2024، تعرضت إسبانيا لأمطار غزيرة أدت إلى فيضانات مدمرة في المناطق الجنوبية، خاصة في إقليم الأندلس. المياه غمرت المزارع والطرق، وتسببت في إجلاء مئات الأسر من منازلهم، وسط تحذيرات من استمرار الطقس السيئ لأسابيع.

شهدت كندا موسم حرائق غابات هو الأسوأ في تاريخها، حيث التهمت النيران أكثر من 20 مليون هكتار من الغابات. تسببت هذه الحرائق في نزوح الآلاف من السكان وتدمير مئات المنازل، بينما غطت أعمدة الدخان الكثيفة مناطق واسعة في كندا والولايات المتحدة، مما أثر على جودة الهواء بشكل كبير.

في فبراير 2024، اندلعت حرائق واسعة في غابات البرازيل والأرجنتين، مدفوعة بموجات الحر وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. تسببت الكارثة في مقتل 112 شخصًا وتشريد الآلاف، كما دمرت مساحات شاسعة من الغابات، مهددة التنوع البيئي في المنطقة.

الأعاصير.. أعاصير مدمرة تضرب الولايات المتحدة

شهدت الولايات المتحدة موسم أعاصير شديد هذا العام، كان أبرزها إعصار 'ليون' الذي ضرب فلوريدا في أغسطس، متسببًا في تدمير آلاف المنازل وإلحاق خسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات. كما ضرب إعصار 'ريتا' ولاية تكساس، مما أدى إلى مقتل العشرات وتشريد مئات العائلات.

تُقدَّر الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الكوارث الطبيعية في 2024 بنحو 310 مليارات دولار عالميًا، مما يجعل هذا العام واحدًا من أكثر الأعوام تكلفة في التاريخ الحديث. هذه الكوارث سلطت الضوء على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مواجهة تغير المناخ، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر والإغاثة.

في كلمته بمناسبة نهاية العام، دعا البابا فرنسيس إلى السلام وحماية الأرض من الأضرار البيئية، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات جادة للحد من تغير المناخ ومنع تكرار هذه الكوارث المدمرة.