في الفيلم الذي أخرجه أليكس بروياس I، Robot في العام 2004، والذي تدور أحداثه في إطار خيال علمي، نجد ومع ذروة التطورات التكنولوجيا خاصة المتعلقة بـ الذكاء الاصطناعي، نرى الروبوتات قد اكتسبت وعيا خاصا وصارت تطور نفسها دون تدخل بشري ودون أن تظهر عملها على هذه التحديثات للإنسان، حتى تتمكن من شن حرب إبادة ضد البشر.

وهي التيمة التي تتكرر في العشرات من الأفلام السينمائية التي تحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي، والتطورات المذهلة التي يتوصل لها على مدار الساعة.

وفي كتابه “الخوارزميات القاتلة”، والصادر عن دار العربي للنشر، يتعرض مؤلفه الباحث الدكتور إيهاب خليفة، لمفهرم الذكاء الاصطناعي، أنواعه، مراحل تطوره وغير ذلك من الموضوعات.

ويشير 'خليفة' إلى أن الذكاء الاصطناعي نجح في تزوير وفبركة فيديوهات بدقة عالية الجودة لرؤساء دول يغنون ويرقصون ويتمايلون، وتجد ممثلين ومغنين ماتوا من عشرات السنوات قد عادوا في فيديوهات جديدة ومعاصرة على التيك توك، وكأنهم عادوا للحياة من جديد، وبنفس المبدأ يمكن أن يعود طفل للحياة مرة أخرى عبر نظم الذكاء الاصطناعي ويبث رسالة مواساة لوالدته في فيديو تم إعداده بالاعتماد على صوره وصوته، أمر قد تختلف مع كونه إنسانيا لكن بات حقيقة واقعة.

ويلفت “خليفة” إلى أن أول مرة تم صك مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة على يد جون مكارثي والملقب بأبو الذكاء الاصطناعي، وذلك في عام 1956، ووفقا له فإن الذكاء الاصطناعي، هو علم هندسة إنشاء آلات ذكية، وبصورة خاصة برامج الكومبيوتر، فهو علم إنشاء أجهزة وبرامج كومبيوتر قادرة على التفكير بنفس الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري، تتعلم مثلما نتعلم، وتقرر كما نقرر، وتتصرف كما نتصرف.

ويخلص خليفة إلى أن الذكاء الاصطناعي هو أنظمة كمبيوتر تحاكي البشر في تصرفاتهم، فإن هذا لا يعني أن أي قطعة برمجية تعمل من خلال خوارزمية معينة، وتقوم بمهام محددة تعتبر ذكاءً اصطناعيًا، فلكي نطلق هذا على نظام كمبيوتر لا بد أن يكون قادرا على التعلم وجمع البيانات وتحليلها واتخاذ قرارات بناء على عملية التحليل هذه، بصورة تحاكي طريقة تفكير البشر.

ومن بين أنواع الذكاء الاصطناعي التي يعرض لها الكتاب، ذكاء اصطناعي يتسم بالوعي، وهي المرحلة التي أصبح خلالها الذكاء الاصطناعي قادر على الوعي والإدراك الكامل لمحيطه وبيئته، فأصبح يدير الصور والوجوه والأصوات، ويفرق بين الأشياء المختلفة، فظهرت تطبيقات هواتف ذكية تقوم بحل الواجبات المنزلية للطلاب، عبر أخذ الطالب صورة للواجب المنزلي عبر تطبيق الهاتف الذي يقوم بدوره بتحليل عناصر هذه الصورة وتقديم الحل المطلوب.

وفي هذه المرحلة يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على الاستقلال الذاتي والقدرة على اتخاذ القرار بصورة مستقلة، حيث تندمج كافة المراحل السابقة بداية من الفهم ثم خلق علاقات بين عدة متغيرات تساعده على الوعي والإدراك بالبيئة المحيطة به حتى يصبح قادرا على التصرف والتعامل معها باستقلالية كاملة وهذه هي الموجة الرابعة، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي مستقلا بذاته وقادرًا على استيعاب كافة الأمور من حوله واتخاذ القرار المناسب.

ويلفت “خليفة” إلى أن: نتيجة لقدرة الذكاء الاصطناعي غير المسبوقة على جمع المعلومات من كافة المصادر سواء من الكتب أو مواقع الإنترنت أو الفيديوهات، وتحليلها وخلق علاقات بينها في وقت قياسي، سيصبح الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء، وربما أكثر ذكاء من الإنسان الذي صنعها نفسه نتيجة لقدرته على التعلم التي تفوق قدرة الإنسان، فتصبح قادرة على تصميم آلة أخرى شبيهة بها، أو معالجة خلل فني يحدث به، فيطور أجيالا من نفسه، أو يجد حلول لمشكلات يصعب على الإنسان أن يعالجها، أو يدرك أن مصادر الطاقة هو سر وجوده فيتجه نحو السيطرة عليها، أو يدرك أن القوة هي سر البقاء فيطور أسلحة يعجز البشر عن مواجهتها، فيتحول البشر إلى تابعين للآلات التي ابتكروها وطوروها وعلموها، فلا يجد البشر حلا إلا في الدخول في حرب غير محتومة المصير ضد الآلات وتتحقق نبوءات أفلام الخيال العلمي ونبوءات العلماء الذين أقروا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون سبب فناء البشرية.