أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرًا صريحًا من مخاطر اندلاع حرب عالمية ثالثة، مشيرًا إلى أن قرار ألمانيا بتزويد أوكرانيا بصواريخ توروس بعيدة المدى قد يؤدي إلى صراع مباشر مع حلف الناتو.

وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع عقده بوتين مع كبار المحررين في سان بطرسبرج، حيث أكد أن إمداد كييف بهذه الصواريخ سيُعتبر من قبل روسيا تدخلًا مباشرًا من ألمانيا في الصراع الأوكراني.

ووفقًا لصحيفة 'ديلي ميرور' البريطانية، اعتبر بوتين أن هذا الإجراء يعني 'تورط ألمانيا في نزاع مسلح مباشر مع روسيا الاتحادية، ولا يمكن تسميته بغير ذلك'.

وأوضح بوتين أن صواريخ توروس، التي يزيد مداها عن 300 ميل، ستتطلب دعمًا تقنيًا كبيرًا من الغرب، بما في ذلك استخدام بيانات استخباراتية من الأقمار الصناعية ومشاركة ضباط ألمان لتحديد الأهداف.

وأشار إلى أن استخدام هذه الصواريخ ضد الأراضي الروسية سيُعتبر بمثابة هجوم ألماني مباشر، مما يشكل 'خطًا أحمر' بالنسبة لروسيا.

ومع ذلك، قلل بوتين من تأثير هذه الصواريخ على نتيجة الحرب، مؤكدًا أن قواته تحقق تقدمًا على جبهات متعددة وتسيطر على الاتجاه العام للصراع.

وأضاف أن تصريحاته تهدف إلى ردع برلين عن تغيير موقفها، مع إرسال إشارة أوسع إلى أعضاء الناتو الذين يفكرون في تقديم دعم عسكري إضافي لأوكرانيا.

من جانبها، أكدت الحكومة الألمانية، ممثلة بوزير الدفاع بوريس بيستوريوس، أنه لا توجد خطط حالية لتزويد أوكرانيا بصواريخ توروس، على الرغم من الطلبات المتكررة من كييف.

ولم يعلق المستشار الألماني فريدريش ميرتس علنًا على تهديدات بوتين، لكن الأخير أبدى استعداده لإجراء محادثات مباشرة معه، قائلًا: 'إذا أراد المستشار الألماني الاتصال والتحدث، فكما قلت مرات عديدة، نحن لا نرفض أي اتصالات'.

ومع ذلك، شدد بوتين على أن روسيا لا تعتبر ألمانيا دولة محايدة، بل طرفًا داعمًا لأوكرانيا، وربما 'متواطئًا' في الأعمال العدائية.

في سياق أوروبي أوسع، أشارت تقارير من موقع يوراكتيف إلى أن بوتين سبق أن حذر في مارس 2024 من أن أي صراع مباشر بين روسيا والناتو سيكون خطوة واحدة تفصل العالم عن حرب عالمية ثالثة.

جاءت هذه التحذيرات ردًا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية نشر قوات غربية في أوكرانيا، مما يعكس قلق الكرملين المتزايد من تصعيد الدعم الغربي لكييف.

وأكد بوتين أن روسيا لا تسعى إلى حرب عالمية، لكنه شدد على أن أي تهديد لسيادة بلاده سيواجه ردًا حاسمًا.

على صعيد آخر، أبرزت شبكة بي بي سي نيوز أن تحديث روسيا لعقيدتها النووية في نوفمبر 2024، والذي شمل توسيع نطاق الحماية النووية لتشمل بيلاروسيا، يعكس استراتيجية بوتين لردع الناتو عن زيادة دعمه لأوكرانيا.

واعتبرت الشبكة أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز موقف روسيا التفاوضي في ظل التوترات المتزايدة، خاصة بعد السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ غربية ضد أهداف روسية.

تُظهر هذه التصريحات تصعيدًا في خطاب الكرملين، مع تركيز واضح على ردع الدول الأوروبية، وألمانيا بشكل خاص، عن تقديم أسلحة متطورة لأوكرانيا.

ومع استمرار الصراع في أوكرانيا، تظل تحذيرات بوتين من الحرب العالمية الثالثة وتهديداته ضد الناتو محور نقاش دولي، وسط دعوات للحوار الدبلوماسي لتجنب التصعيد.