في إحدى قرى مركز بسيون بـ محافظة الغربية، يروي أحمد إبراهيم محمد، صاحب الـ ٢٩ عاما، قصة نجاح ملهمة تبرز كيفية تحويل المهنة التقليدية إلى مشروع عصري.

أحمد الذي نشأ في مدينة بسيون، بمحافظة الغربية، والذي ورث مهنة تصنيع وبيع الفسيخ والرنجة عن والده، لم يكتفِ بالاستمرار في نفس الطريق، بل سعى لتطويرها بطرق مبتكرة تتناسب مع متطلبات السوق الحديثة.

وبعد أن التحق أحمد بكلية الآداب تخصص مساحة، بجامعة طنطا، بدأ مسيرته المهنية في مجال مختلف كمساح بإحدى الشركات، لكنه لم ينسَ جذوره، في حديثه، أكد أحمد أن شعفه بمهنة والده أدي إلي قصر فترة عمله في مجاله الدراسي، لأنه كان يراوده دائمًا حلم تطوير مهنة والده، مما دفعه في النهاية إلى اتخاذ قرار جريء بفتح محل خاص به في مدينة طنطا، بشكل وتصميم مُبتكر.

مشروع الفسيخ والرنجة: من الفكرة إلى التنفيذ

أطلق أحمد مشروعه الخاص، حيث قام بتأسيس محل متخصص في بيع الفسيخ والرنجة، مع التركيز على تقديم منتجات ذات جودة عالية.

وأوضح أن عملية تطوير المهنة بدأت من التغليف، حيث حرص على استخدام مواد تعكس الجودة والنظافة، وصولًا إلى كيفية عرض المنتجات بطريقة جذابة للعملاء.

أحد العناصر الأساسية التي يقوم عليها مشروع أحمد هو اختيار نوعية السمك بعناية، حيث أكد أن السمك الجيد هو مفتاح الحصول على منتج نهائي متميز، كما أشار إلى أن الأمانة في البيع والشراء تُعتبر من القيم الأساسية التي يسعى لتطبيقها في عمله، مما يعزز ثقة العملاء.

لم يقتصر أحمد على بيع الفسيخ والرنجة فقط، بل قام بتوسيع نشاطه ليشمل تحضير طواجن متنوعة من هذه المنتجات، وبهذا، أصبح المحل وجهة مفضلة لعشاق المأكولات البحرية، حيث يمكنهم الاستمتاع بتجربة فريدة تجمع بين الطعم التقليدي والتقديم العصري.

وبالرغم من النجاح الذي حققه حتى الآن، إلا أن أحمد يواجه تحديات مستمرة، منها المنافسة الشديدة في السوق وضرورة الحفاظ على جودة المنتجات، ومع ذلك، يظل طموحه كبيرًا في توسيع نطاق عمله، حيث يخطط لفتح فروع جديدة في مناطق مختلفة.

في ختام حديثه، وجه أحمد رسالة ملهمة للأجيال القادمة، دعاهم فيها إلى أهمية الحفاظ على المهن التقليدية وتطويرها بطرق مبتكرة. كما أكد على ضرورة الالتزام بالقيم الأخلاقية في العمل، والتي تعد أساس النجاح في أي مجال.