متابعات- نبض السودان

رفعت محافظة الإسكندرية درجة الاستعداد القصوى لمواجهة عاصفة جوية غير مسبوقة ضربت المدينة الساحلية، مصحوبة بأمطار غزيرة ورعدية وتساقط كثيف للثلوج ورياح تجاوزت سرعتها 50 كيلومترًا في الساعة، في مشهد مناخي غير معتاد في هذه الفترة من العام.

استنفار صحي شامل واستعدادات طبية عاجلة

وجّه الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، برفع درجة الاستعداد القصوى بجميع المنشآت الصحية والفرق الطبية داخل محافظة الإسكندرية تحسبًا لأي تداعيات طارئة ناتجة عن الظروف الجوية المتقلبة.

وأكدت وزارة الصحة الدفع بسيارات الإسعاف إلى الطرق والمحاور الرئيسية، مع التركيز على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية وأماكن التجمعات الكبرى، إلى جانب توفير تجهيزات طبية عاجلة تحسبًا لأي طارئ.

تضامن اجتماعي واستنفار مجتمعي لاحتواء الأزمة

أعلنت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، حالة الطوارئ داخل الوزارة، موجهة فرق الإغاثة والاستجابة السريعة بالمشاركة الفاعلة في مواجهة آثار العاصفة.

وأكدت رئاسة مجلس الوزراء في بيان رسمي أن الهلال الأحمر المصري دفع بفرق مدربة على التعامل مع السيول لسحب السيارات المتوقفة وتقديم المساعدات اللازمة للمواطنين في الإسكندرية.

الإسكندرية تحت رحمة الطقس المتقلب.. وتاريخ مناخي يُكتب

شهدت المدينة الساحلية، ليل الجمعة وحتى صباح السبت، أمطارًا رعدية غزيرة وتساقطًا كثيفًا للثلوج مع رياح عاتية، لتسجل حالة جوية نادرة لم تشهدها المدينة منذ عقود.

وأكد الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، أن أجهزة المحافظة التنفيذية تعمل على مدار الساعة بكامل طاقتها لمواجهة الوضع، مع رفع درجة الاستعداد القصوى بكافة الجهات المختصة للتعامل الفوري مع تداعيات هذه الحالة الطارئة.

فرق طوارئ لشفط المياه وتأمين المرور

وجّه المحافظ بتكثيف التواجد الميداني ومتابعة أعمال تصريف مياه الأمطار لضمان عدم تعطيل الحركة المرورية، بالتعاون مع شركة الصرف الصحي، كما أمر المسؤولين في غرف العمليات برصد وتقييم الوضع لحظة بلحظة.

كما أكد على التدخل الفوري لإزالة الأضرار الناتجة عن الرياح الشديدة، مشددًا على متابعة أعمال شفط المياه ورفع المخلفات الناتجة عن العاصفة.

الأرصاد الجوية: الوضع مستمر والتحذيرات قائمة

قالت الهيئة العامة للأرصاد الجوية إن محافظة الإسكندرية تمر بموجة مناخية غير مستقرة بسبب منخفض جوي متعمق في طبقات الجو العليا، بالتزامن مع كتل هوائية رطبة ومنخفض سطحي على الأرض.

وأشارت الهيئة إلى أن صور الأقمار الصناعية كشفت عن تكاثف السحب المنخفضة والمتوسطة على سواحل الإسكندرية، متوقعة استمرار تساقط الأمطار الرعدية خلال الساعات القادمة.

تحذيرات ملاحية بسبب اضطراب البحر المتوسط

أطلقت الهيئة تحذيرات شديدة بخصوص اضطراب حركة الملاحة البحرية في البحر المتوسط، ونصحت الصيادين وربابنة السفن بتجنب أي أنشطة بحرية حتى انتهاء العاصفة.

رياح عنيفة وأمطار تسقط لوحات وأعمدة إنارة

أكدت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن الأمطار التي بدأت فجر السبت كانت مصحوبة برياح هابطة قوية تسببت في سقوط أعمدة إنارة ولوحات إعلانية وتلفيات في بعض المباني والسيارات.

وأضافت أن الهيئة سبق وأن حذرت من هذه الأمطار الرعدية، وتم التنسيق مع غرف الأزمات بمجلس الوزراء وشركة الصرف الصحي في المحافظة.

التغير المناخي.. العامل الخفي وراء العاصفة

كشفت إيمان شاكر، مديرة مركز الاستشعار عن بعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن العاصفة وما رافقها من ثلوج ورياح عنيفة يُعد مؤشرًا مباشرًا على تأثيرات التغير المناخي المتزايدة في مصر.

وأوضحت أن هذه الظواهر الجوية العنيفة أصبحت أكثر حدة على الرغم من قصر مدتها، مشيرة إلى أن دقائق معدودة من الأمطار تسببت في خسائر مادية كبيرة دون أن تسجل وفيات أو إصابات بشرية.

موجة طقس نادرة تضرب مايو

قالت شاكر إن حدوث هذه العاصفة في نهاية شهر مايو أمر غير معتاد إطلاقًا، ما يعزز المخاوف من تكرار مثل هذه الحالات مستقبلاً، ويدق ناقوس الخطر حول الاستعدادات لموجات مناخية أكثر عنفًا في غير أوانها.

خطر غرق السواحل.. هل بات وشيكًا؟

في ظل التقارير التي نشرت سابقًا حول احتمالات غرق سواحل الإسكندرية نتيجة التغير المناخي وارتفاع مستوى سطح البحر، فإن ما شهدته المدينة من عاصفة ثلجية وعواصف رعدية غير مسبوقة يعيد الجدل حول مدى استعداد مصر لمواجهة تداعيات المناخ، خاصة في مناطقها الساحلية الأكثر عرضة للخطر.