تشهد الدورة الحالية من معرض الرباط الدولي للكتاب أزمة غير مسبوقة تتعلق بعدم وصول عدد كبير من إصدارات دور النشر المصرية المشاركة، ما أثار استياء واسعًا في الأوساط الثقافية والنشرية، ودفع وزارة الثقافة المصرية إلى إعلان متابعتها الحثيثة للأزمة، فيما كشف اتحاد الناشرين المصريين عن تفاصيل الأزمة والإجراءات التي اتُّخذت للحد من تداعياتها.

ومن جانبه، قال فريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، في تصريح خاص لـ'الرئيس نيوز' إن الأزمة ترجع في الأساس إلى مشكلات لوجيستية تتعلق بالشحن، مؤكدًا أن هناك عدة احتمالات وراء تأخر وصول الشحنة، منها ما هو خارج عن إرادة شركة الشحن مثل تغيّر خط الملاحة بسبب الظروف الجوية، ومنها ما قد يكون نتيجة تقصير أو إخلال بمواعيد الإقلاع، وهو ما يستدعي تحقيقًا شفافًا لتحديد المسؤولية بدقة.

وأضاف زهران: 'حتى الآن لم نتحقق بشكل نهائي من سبب التأخير، لكننا نؤمن بضرورة المحاسبة الجادة والشفافة إذا ثبت وجود تقصير، خاصة وأن هذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها أزمة مشابهة. لذلك نسعى لضمان ألا يتكرر هذا الموقف مستقبلًا'.

وأكد أن الاتحاد تحرك بشكل عاجل من خلال تفعيل بند في التعاقد مع شركة الشحن، يلزمها بشحن جوي بديل في حال تعذر وصول الشحنة البحرية في الوقت المحدد. وبالفعل، تم إرسال شحنة جوية وصلت إلى المغرب، لكنها كانت محدودة، بسبب عدم توافر مساحات كافية لدى شركات الطيران في اللحظة الأخيرة.

وأوضح زهران أن الاتحاد لم يكتفِ بذلك، بل تواصل مباشرة مع إدارة المعرض ووزارة الثقافة المغربية، التي بذلت مجهودًا كبيرًا لتسهيل الإجراءات الجمركية وضمان تسريع دخول الشحنة الجوية إلى مقر المعرض، وهو ما تم بالفعل.

كما أشار إلى أن وزير الثقافة المغربي أبدى دعمًا واضحًا، إلى جانب جهود أمين عام اتحاد الناشرين، محمد عبد المنعم، الذي كان حاضرًا في الافتتاح وساهم في دفع عملية التنسيق إلى الأمام.

وأشار زهران إلى أن 'الجهود أسفرت عن نتيجتين أساسيتين: وصول جزء من الشحنة جوًا – وإن لم يكن كافيًا – وموعد مؤكد لوصول الشحنة البحرية غدًا، وهو ما نأمل أن يخفف من وطأة الأزمة على دور النشر المصرية المشاركة'.

تعليق وزارة الثقافة

من جانبها، أصدرت وزارة الثقافة المصرية بيانًا أكدت فيه أنها تتابع الأزمة عن كثب، موضحة أن المسؤولية الكاملة عن الشحن تقع ضمن اختصاصات اتحاد الناشرين المصريين، الذي يتولى التعاقد مع الشركات والتنسيق مع إدارات المعارض في الخارج.

وشددت الوزارة على ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تضمن عدم تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلًا، حفاظًا على صورة المشاركة المصرية في المحافل الثقافية الدولية، وعلى مصالح الناشرين الذين يتكبدون تكاليف ضخمة للمشاركة.