قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، في مقابلة نشرتها صحيفة 'قبرص ميل'، إن توقيع اتفاقيتين لتنمية موارد الغاز في منطقتي كرونوس وأفروديت يمثل لحظة محورية في الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين مصر وقبرص.

وتجسد العلاقات المصرية القبرصية نموذجًا فريدًا من التعاون والاحترام المتبادل. وعلى مر العصور كانت هذه العلاقة بمثابة جسر للسلام والاستقرار في قلب منطقة البحر الأبيض المتوسط، حيث يلتقي الشرق بالغرب، حيث كانت قبرص ومصر شريكين استراتيجيين في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية، وتعززت هذه العلاقات التاريخية بمرور الوقت، لتصل إلى مرحلة جديدة من التعاون المثمر في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة.

وخلال زيارته الحالية لمصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحضور حفل توقيع اتفاقيتين مهمتين لتنمية موارد الغاز في منطقتي كرونوس وأفروديت في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، قال الرئيس القبرصي، إن هاتين الاتفاقيتين تمثلان خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون في قطاع الطاقة بين البلدين وفتح آفاق جديدة لشراكات استراتيجية تساهم في تعزيز النمو والتنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

كما استعرض رؤية قبرص لمستقبل التعاون مع مصر في مختلف المجالات، وتطلعاته لتوسيع آفاق الشراكة بين البلدين في السنوات القادمة، مؤكدًا أن العلاقة بين قبرص ومصر في مستوى ممتاز، مبنية على مبادئ مشتركة وتعاون متبادل المنفعة. وفي ظل مشهد إقليمي وعالمي متزايد التعقيد، أصبحت شراكتنا أكثر أهمية من أي وقت مضى في تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في منطقتنا وخارجها، وأضاف: 'تم التأكيد على شراكتنا الاستراتيجية قبل شهر واحد فقط، خلال القمة الحكومية القبرصية المصرية الثانية، التي عقدت هنا في القاهرة حيث تم توقيع سبع مذكرات تفاهم. وتغطي هذه الاتفاقيات قطاعات مختلفة، بما في ذلك التعليم العالي والتكنولوجيا وتمكين المرأة في السياحة وتنمية النظم البيئية البحرية وإدارة الموارد المائية والسلامة النووية'.

وقد تم اتخاذ خطوة رئيسية أخرى في يونيو 2024 بتوقيع مذكرة تفاهم لتسهيل وتنظيم توظيف العمال المصريين في قبرص. وتهدف هذه الاتفاقية إلى معالجة احتياجات سوق العمل بطريقة منظمة ومنضبطة، تعكس التزامنا بالمنفعة الاقتصادية المتبادلة.

وأعرب خريستودوليديس عن اعتزازه بالتعاون المصري القبرصي بالقول: 'اليوم، نحتفل بإنجاز آخر بتوقيع اتفاقية لنقل الغاز الطبيعي من حقل 'كرونوس' البحري القبرصي إلى مصر للتسييل والتصدير. ويعزز هذا التعاون أمن الطاقة ويؤكد على الأهمية الاستراتيجية لعلاقاتنا الثنائية'.

وأضاف: 'وإذا نظرنا إلى المستقبل، فإن علاقاتنا الثنائية تحمل وعدًا كبيرًا. وسنواصل تعميق شراكتنا الاستراتيجية من خلال الحوار المستدام والمبادرات المشتركة والشراكات الاستراتيجية التي تخدم مصالح البلدين، وعلى المستوى الشخصي، فإن زياراتي المتكررة إلى مصر - أربع مرات في الأشهر الاثني عشر الماضية - هي شهادة على الأهمية التي أعلقها على هذه العلاقة. كانت زيارتي الرسمية الأولى خارج الاتحاد الأوروبي بعد انتخابي إلى مصر، مؤكدة على الروابط العميقة والرؤية المشتركة بين بلدينا'.

وتمثل هذه الاتفاقيات لحظة محورية في الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين قبرص ومصر، وخاصة في قطاع الطاقة. ويستند هذا التعاون إلى الاتفاق الحكومي الذي تم التوصل إليه في عام 2018، والذي وضع الأساس لاستغلال موارد الهيدروكربون في قبرص من خلال الاستفادة من البنية التحتية لمصر، بناءً على الاتفاقية المذكورة أعلاه، تدور الاتفاقية الأولى حول اتفاقية الحكومة المضيفة لاكتشاف غاز 'كرونوس' في الكتلة 6 من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

واعتبر الرئيس القبرصي هذه الاتفاقية معلمًا هامًا في تسويق هذا الاكتشاف المهم. فهي تحدد الإطار القانوني والضريبي والتنظيمي لتطوير حقل 'كرونوس'، مما يسهل بناء خط أنابيب تحت البحر لنقل الغاز إلى مصر للمعالجة والتسييل والتصدير.

ورغم أن مثل هذه الاتفاقيات يتم توقيعها من قبل الدولة المضيفة والمستثمر المحتمل، فإن جمهورية قبرص ستكون جزءًا من هذه الاتفاقية، بصفتها مالكة للغاز الطبيعي والبائع المحتمل، وهي شهادة على التزامنا ودعمنا لتسريع تطوير اكتشاف 'كرونوس'.