اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في تطور دراماتيكي يعكس تصاعد الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل، واحتدام المواجهة السيبرانية رغم توقف الصواريخ الميدانية، كشفت مصادر إيرانية وغربية أن اغتيال القيادي السابق في حركة 'حماس' إسماعيل هنية تم بواسطة صاروخ ذكي تعقّب إشارات هاتفه المحمول بدقة فائقة، في ما يُعد دليلًا على مستوى غير مسبوق من التنسيق الاستخباراتي والتقني في عمليات الاغتيال العابرة للحدود.
صاروخ عبر نافذة ومكالمة قاتلة
بحسب المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، علي محمد نائيني، وقعت العملية في 31 يوليو 2024 داخل العاصمة طهران، حيث كان هنية يقيم في أحد الفنادق بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وأوضح نائيني أن الصاروخ أُطلق مباشرة نحو نافذة الغرفة التي كان يتواجد بها هنية أثناء مكالمة هاتفية، مرجّحًا أن الإشارة الرقمية كانت العامل الحاسم في تحديد موقعه، وفقًا لتغطية مقتضبة نشرتها وكالة تسنيم الإيرانية.
ويشير موقع 'ماتزاف دوت كوم' الأمريكي المحافظ إلى أن هذا النوع من الاغتيالات يمثل تحولًا نوعيًا في أدوات التصفيات، حيث لم تعد القنابل المزروعة أو وحدات التسلل هي الوسيلة التقليدية، بل أصبحت الإشارات الرقمية الشخصية نقطة الضعف القاتلة في زمن الحرب السيبرانية.
بعد أشهر من التكهنات، أعلن وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس صراحةً مسؤولية إسرائيل عن العملية، مؤكدًا أنها كانت 'ضرورية لأمن الدولة'.
وجاء هذا الاعتراف بعد تضارب الروايات حول طبيعة الانفجار، إذ تحدثت بعض المصادر عن عبوة ناسفة، قبل أن تكشف التحقيقات لاحقًا أن الصاروخ كان موجّهًا بدقة عبر إشارات الهاتف المحمول.
ووفق صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'، فإن الاغتيال جاء في سياق تصعيد أمني بين إيران وإسرائيل بلغ ذروته خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا في يونيو 2025، ما يجعل اغتيال هنية جزءًا من استراتيجية أوسع تستهدف رموز المقاومة خارج الأراضي الفلسطينية.
رسائل الاغتيال وتداعياتها الإقليمية
اغتيال هنية داخل الأراضي الإيرانية، الحليف الأبرز لحركة 'حماس'، حمل رسالة مزدوجة:
أولًا، قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات دقيقة داخل العمق الإيراني.
ثانيًا، هشاشة منظومة الحماية حتى لأبرز الشخصيات في محور المقاومة.
كما يفتح الحادث الباب أمام تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين طهران وحماس، بعد أن تحوّلت إيران إلى ساحة مكشوفة أمام الضربات الإسرائيلية.
وتُمثّل هذه التصريحات، التي نُشرت عبر وسائل إعلام إيرانية رسمية، أول اعتراف علني من طهران بأن العملية كانت اغتيالًا خارجيًا باستخدام تقنية تعقّب رقمية، ما يعكس مستوى متقدمًا من الاختراق الأمني والسيبراني داخل أراضيها، ويؤشر إلى تحول نوعي في أدوات الصراع بين إيران وإسرائيل.


































