متابعات- نبض السودان

قال كاميرون هيدسون، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والخبير في الشأن السوداني، إن ملايين السودانيين عادوا إلى مناطقهم الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، بينما لم تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع نفس الحراك السكاني.

هيدسون: تصويت فعلي لسحب الثقة من حميدتي

وأوضح هيدسون في تصريحات مثيرة أن هذا التوجه الشعبي يُعدّ بمثابة 'تصويت حقيقي بسحب الثقة من حميدتي'، في إشارة إلى محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع، التي تخوض نزاعًا دامياً مع الجيش السوداني منذ أكثر من عام.

وأضاف: 'من اللافت أن الناس يعودون إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة، بينما لا يعود السكان إلى المناطق التي تسيطر عليها المليشيات، وهذا يُظهر بوضوح موقف الشارع السوداني من الطرفين'.

قراءة سياسية في تحركات السكان

ورأى هيدسون أن حركة المدنيين واختيارهم العودة إلى مناطق سيطرة الجيش تُشكل رسالة واضحة للمجتمع الدولي حول من يملك شرعية الأرض والثقة الشعبية في السودان.

وتابع قائلاً: 'المؤشرات الميدانية، من خلال عودة المدنيين، لا يمكن تجاهلها عند التفكير في حلول سياسية، لأن الشرعية ليست فقط بندًا تفاوضيًا، بل تتجلى أيضًا في سلوك الناس واختياراتهم اليومية'.

تأكيد على تراجع نفوذ الدعم السريع

وأكد أن 'الامتناع عن العودة إلى مناطق سيطرة الدعم السريع، رغم الأوضاع المعيشية الصعبة، يُظهر خوف الناس من هذه المليشيات ويعكس حجم انعدام الثقة بها، على عكس مناطق الجيش التي تشهد نسبيًا عودة تدريجية للحياة'.

واعتبر هيدسون أن 'هذا الواقع الميداني يشكّل ضغطًا متزايدًا على الدعم السريع ويضعف موقفه التفاوضي، خاصة إذا تم الأخذ بهذه الوقائع في أي عملية سياسية مقبلة'.