قال الدكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، إن ما يُسمى بالغزو الإعلامي لم يعد مجرد طرح نظري، بل أصبح واقعًا ملموسًا يهدد المجتمعات من الداخل.

وأوضح خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن أخطر ما يواجه الأمة اليوم هو أن الحروب لم تعد عسكرية فقط، بل تحولت إلى حروب نفسية وإعلامية، تستهدف العقول قبل الأوطان، من خلال مخططات 'الفوضى الخلاقة' وحروب الجيل الرابع والخامس، مستخدمةً وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي كسلاح رئيسي.

وأشار النحاس إلى أن الإعلام المصري والعربي، رغم بذله جهودًا في بعض المواقف، إلا أنه ما زال مقصّرًا في مواجهة هذا الغزو، لغياب الخطط والاستراتيجيات الواضحة سواء على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل.

وأضاف أن الخطر الأكبر يكمن في تركيز الإعلام على القضايا الداخلية دون الانتباه الكافي لما يثار من محاولات لتشويه التاريخ الوطني، خصوصًا انتصارات أكتوبر التي يحاول البعض التشكيك في عظمتها وفي بطولات الجيش المصري.

وأكد أستاذ الإعلام أن الدراما والسينما تلعبان دورًا محوريًا في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الانتماء، مشيرًا إلى أن الأعمال الدرامية والوثائقية الوطنية قادرة على حماية الذاكرة الجمعية من محاولات الطمس والتزييف.

وشدد على أن الانتماء الوطني ليس شعارات، بل هو وعي يتشكل من خلال الإعلام، والثقافة، والتعليم، ودور الأسرة، والمؤسسات الدينية، والمدارس، والجامعات، وكل مؤسسات الدولة التي تسهم في بناء وعي المواطن وتعزيز ارتباطه بوطنه وتاريخه.