أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، خلال قمة الناتو في لاهاي يوم 24 يونيو 2025، أن روسيا تُشكّل التهديد الوجودي الأكبر لأعضاء التحالف، مشيرًا إلى استعداداتها لخوض حرب طويلة الأمد مع الناتو.

ووفقًا لتقرير معهد دراسات الحرب، في واشنطن، ISW، إذ تعتمد روسيا على دعم دول مثل كوريا الشمالية والصين وإيران وبيلاروسيا لتعزيز قدراتها العسكرية، كما أشار روته إلى أن روسيا قد تكون قادرة على مهاجمة الناتو خلال ثلاث إلى سبع سنوات، معتبرًا أنها أكثر استعدادًا للحرب من التحالف في الوقت الحالي.

تقييمات زمنية متباينة

وقدّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تقييمًا مختلفًا في مقابلة مع 'سكاي نيوز'، وأوضح أن روسيا لن تكون جاهزة لمهاجمة الناتو في المدى القريب بسبب استنزاف مواردها في الحرب الأوكرانية، لكنها قد تصبح جاهزة بحلول عام 2030.

وأضاف زيلينسكي أن أي تقليص في المساعدات لأوكرانيا سيفيد روسيا، مما يعزز قدرتها على إعادة بناء قواتها. وأشار معهد ISW إلى أن هدنة طويلة الأمد أو توقف في القتال بأوكرانيا قد يتيح لروسيا إعادة نشر قواتها على حدود الناتو وإعادة تسليح جيشها، مما يشكل تهديدًا كبيرًا قبل عام 2030.

تعزيز القوة العسكرية الروسية عبر حلف الدول المتحالفة

ويواصل الكرملين جهوده لتعزيز قوته العسكرية من خلال دمج قوات دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي تحت قيادة روسية. وصادق مجلس الدوما الروسي على بروتوكول يسمح لدول المنظمة بإرسال قواتها إلى أراضي بعضها البعض في حالات النزاع المسلح أو الأزمات أو التدريبات، مع تقليص فترة اتخاذ القرار إلى يوم واحد بدلًا من 30 يومًا. ويُرجّح أن تكون القيادة المشتركة لهذه القوات تحت سيطرة روسية، مما يعكس سعي الكرملين لإعادة تشكيل جيش متعدد الجنسيات في الفضاء السوفيتي السابق. ويحذر ISW من أن تقييمات الغرب للقوة الروسية يجب أن تأخذ في الاعتبار هذه القوات المتحالفة.

التكتيكات العسكرية الروسية المستجدة

وتوسّع القوات الروسية في استخدام الدراجات النارية على الجبهات في أوكرانيا، وهي تكتيكات قد تستفيد منها في صراعات مستقبلية، بما في ذلك ضد الناتو.

ووفقًا لتقرير نشره موقع 'فرونت إنتلجنس إنسايت'، تستخدم القوات الروسية الدراجات النارية كوسيلة نقل للمشاة في مهام التسلل والاستطلاع والالتفاف، حيث تعمل في فرق مكونة من 6 إلى 8 دراجات مزودة بأنظمة حرب إلكترونية محمولة.

كما أفادت التقارير أن روسيا تدرب قواتها على استخدام الدراجات في مسارات موتوكروس مؤقتة في روسيا وأوكرانيا المحتلة، مع خطط لتجهيز أكثر من نصف قوات المشاة بالدراجات والمركبات خفيفة الوزن. ويشير معهد دراسات الحرب إلى أن هذه التكتيكات تعكس تعلم روسيا لدروس الحرب الحديثة التي قد تستخدمها في صراعات مستقبلية.

رد فعل الناتو والدعم الأوروبي لأوكرانيا

وأعلن روته عن خطط الناتو لزيادة الاستثمار في القدرات الدفاعية، بما في ذلك دعم القاعدة الصناعية الدفاعية الأوكرانية التي تقدر قيمتها بحوالي 35 مليار دولار، وذلك تماشيًا مع مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة مساهمة أوروبا في الأمن الجماعي.

وخلال قمة الناتو، تعهدت هولندا بتقديم حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 175 مليون يورو، تشمل رادارات للكشف عن الطائرات المسيرة ومركبات غير مأهولة جزئيًا، بالإضافة إلى 80 مليون يورو لتحالف الطائرات المسيرة الدولي. كما وقّعت هولندا عقدًا بقيمة 500 مليون يورو مع مصنعين أوكرانيين لإنتاج 600،000 طائرة مسيرة. وفي الوقت نفسه، أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف عن مبادرة مشتركة مع المملكة المتحدة لإنتاج طائرات مسيرة أوكرانية الصنع في بريطانيا.