مع دقات الساعة السابعة وعشرون دقيقة من مساء أمس الأحد توقفت الأنفاس مشهدا طبع في ذاكرة الأهالي بمدينة ديروط بمحافظة أسيوط بعد مشاهدتهم سقوط سيارة ميكروباص محملة بالركاب بالترعة الإبراهيمية وسط صيحات الركاب لنجدتهم ولكن سرعت الحادث وعمق الترعة الإبراهيمية أدى إلى اختفاء السيارة بركابها في لحظات .

بداية الحادث عندما كانت السيارة رقم ' 6252 ي ص ج ' ميكروباص أجرة أسيوط كانت تحمل ركابا بموقف سيارات ديروط استعدادا لسيرها لمدينة أسيوط وبعد أن استقل السيارة 11 راكبا كان قائد السيارة يقف بجوارها مناديا ل' واحد أسيوط ' لاستكمال عدد سيارته للتوجه إلى مدينة أسيوط وكانت تجلس في المقعد الخلفي للسائق سيدة وبصحبتها 2 من أبنائها وبجوارهم أحد الشباب .

لحظات وفوجئ الركاب بتحرك السيارة إلى الخلف في اتجاه الترعة الإبراهيمية دون السائق هرع الركاب وحاولوا القفز من السيارة وتمكن شخصين من القفز وقامت السيدة بإلقاء نجلتيها من السيارة وفشلت في النزول حتى أن سقطت السيارة بباقي الركاب ولحظات واختفت السيارة لتستقر في قاع الترعة الإبراهيمية وسط تجمع الآلاف من أهالي مدينة ديروط في محاولة انتشال ركاب السيارة ولكن فشلوا بسبب عمق الترعة .

تعالت الصيحات والصراخ بالمنطقة حتى أن وصلت قوات الإنقاذ النهري والشرطة والإسعاف ولكن سرعة سريان المياه في الترعة بسبب انحدار الترعة ناحية قناطر ديروط كان عائقا أمام قوات الإنقاذ بعد ساعات من البحث نجحت قوات الإنقاذ في انتشال جثة احد الركاب وإخراج  السيارة من قاع الترعة الإبراهيمية دون الركاب.

تجمعت عائلات الركاب يجلسون على ضفاف الترعة الإبراهيمية وسط نوبه من البكاء على أبنائهم وسط محاولات قوات الإنقاذ البحث عن ذويهم ولكن دون جدوى بسبب سرعة تيار المياه والظلام الدامس الذي سيطر على المنطقة .

وكان اللواء وائل نصار مدير امن أسيوط وقيادات المديرية في موقع الحادث لمتابعة محاولة إنقاذ الركاب وأمر باستدعاء قوات إنقاذ نهري إضافية ' غواصين ' للمساعدة في عملية البحث وبعد ساعات من البحث عن ركاب السيارة لم يظهر أحدا منهم فقامت قوات الإنقاذ بتوسيع دائرة البحث لتشمل بحر يوسف والترع المتفرعة من الترعة الإبراهيمية بالإضافة إلى الاستعانة بقوات إنقاذ من محافظة المنيا وتواصلت القوات البحث عن ضحايا السيارة المنكوبة.

وفي الوقت الذي تصارع فيه قوات الإنقاذ النهري الوقت لمحاولة العثور على ضحايا السيارة تجلس سيدة والدة ' شريهان عثمان صديقي ' إحدى الضحايا وهي منهارة في البكاء على ضفاف الترعة الإبراهيمية تتابع فرق الغواصين على أمل الخروج بابنتها وتغمرها الدموع وهي تردد ' اطلعي لولادك يا بنتي ' .. ' يارب طلعها '.

وقال شهود عيان أن المفقودة ' شريهان عثمان صديقي ' من قرية ديروط الشريف كانت تستقل السيارة المنكوبة وأثناء جلوسها مع ابنتيها شعرت بانزلاق السيارة إلى الخلف فقامت بإلقاء ابنتيها من السيارة إلى الخارج ولم تتمكن هي من النزول فكتب الله لابنتيها النجاة وسقطت الأم مع ركاب السيارة في قاع الترعة الإبراهيمية.

وتحفظت الاجهزة الأمنية باسيوط على سائق ميكروباص ديروط المنكوب وإحالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات .

وكان فريق من النيابة العامة بمركز ديروط انتقل إلى موقع حادث سقوط سيارة ميكروباص محملة بالركاب في الترعة الإبراهيمية لمعاينة موقع الحادث وفحص كاميرات المراقبة بالمنطقة.

ومن جهته قرر اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط صرف 50 ألف جنيه لكل رب أسرة متوفي، و25 ألف جنيه حال كان المتوفي أحد أفراد الأسرة و5 آلاف جنيه للمصاب وذلك جراء حادث سقوط سيارة ميكروباص بمياه الترعة الإبراهيمية بنطاق مركز ديروط أمام موقف سيارات الأجرة.

وعلى الفور أمر المحافظ بتوجيه كافة الأجهزة المعنية إلى موقع الحادث حيث انتقلت قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري وسيارات الإسعاف ومعدات الوحدة المحلية إلى موقع الحادث وتم إنقاذ 4 مواطنين قبل سقوط السيارة وانتشال جثة من المياه ونقلها لمستشفى ديروط المركزي كما تم رفع السيارة من المياه بواسطة ونش الوحدة المحلية فيما تواصل قوات الإنقاذ النهري جهودها للبحث عن الباقين.

وأشار المحافظ إلى إنه فور وقوع الحادث تم تكليف مصطفى علي رئيس مركز ومدينة ديروط بالمتابعة المستمرة وتقديم كافة أوجه الدعم حتى انتهاء عملية البحث والتعامل مع تداعيات الحادث من حيث إنهاء إجراءات دفن المتوفين ومتابعة صرف التعويضات لأسر المتوفين والمصابين كما كلف محمد حسين وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظة والشيماء عبدالمعطي وكيل المديرية بالتوجه إلى موقع الحادث وحصر المصابين والمتوفيين وصرف الإعانات العاجلة للمصابين وكافة التعويضات لأسر المتوفيين وتقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لهم.

وأكد أبوالنصر، أن المحافظة بكامل أجهزتها حريصة علي تقديم كافة أوجه الرعاية للحالات الإنسانية في الأزمات والكوارث من خلال وزارة التضامن الإجتماعي مقدماً خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا، موجهاً بتوفير كافة أوجه الرعاية الإجتماعية للمتضررين من الحادث.