متابعات- نبض السودان

شنت السلطات الأمنية في مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، حملة أمنية مكثفة استهدفت تجار العملة، في محاولة لوقف الانفلات الكبير في أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، بعد أن تجاوز الدولار حاجز 3250 جنيهًا في السوق الموازي، ما دفع الحكومة لاتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة ما وصفته بـ'المضاربة المدمّرة' للاقتصاد الوطني.

اعتقالات ومداهمات تستهدف كبار المضاربين

ووفقًا لمصادر مطلعة، نفذت الأجهزة الأمنية مداهمات واعتقالات شملت عدداً من كبار تجار العملة الذين يمارسون المضاربة بكميات كبيرة من العملات الأجنبية، ويتسببون في تقلبات حادة في سعر الصرف. وأشارت ذات المصادر إلى أن هؤلاء التجار يعملون لحساب شركات ومجموعات اقتصادية خارج السودان، وهو ما زاد من حدة الأزمة وضاعف من انهيار الجنيه.

الجنيه السوداني ينهار بالكامل في السوق الموازي

ووصل الجنيه السوداني إلى مستويات غير مسبوقة من الانهيار، حيث بلغ سعر الدولار 3250 جنيهًا في السوق الموازي، وهو رقم يعكس الانهيار الشامل في النظام المالي والنقدي للدولة، بحسب وصف خبراء اقتصاديين. ويُعد هذا التدهور علامة فارقة في المشهد الاقتصادي السوداني، الذي يعيش أسوأ مراحله منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي.

قرارات حكومية لكبح السوق الموازي

وفي إطار مساعيها لاحتواء الأزمة، اتخذت الحكومة السودانية في شهر يوليو سلسلة من الإجراءات، أبرزها إيقاف التحويلات المالية عبر تطبيق (ibok) التابع لبنك الخرطوم، الذي يُستخدم بكثافة في التعاملات التجارية الكبرى، خاصة لدى الشركات والمؤسسات الاقتصادية. واعتبر مراقبون هذه الخطوة محاولة لتجفيف منابع المضاربة ووقف تغذية السوق الموازي بالعملات الأجنبية.

ضوابط جديدة على استيراد السيارات

كما أصدرت وزارة المالية قرارات تنظيمية جديدة تتعلق بعمليات استيراد السيارات، بعد أن أظهرت البيانات الرسمية أن هناك عمليات استيراد تتم خارج النظام الرسمي للدولة، وتُستخدم كغطاء لتجارة العملة وتهريب النقد الأجنبي. وتأتي هذه الإجراءات في وقت يشهد فيه سوق السيارات ارتفاعًا جنونيًا في الأسعار، نتيجة توقف الإنتاج وفقدان آلاف السيارات بفعل أعمال النهب والتخريب التي رافقت الحرب.

الأسواق في حالة ترقب وتخبط

حالة من الارتباك والتخبط تسيطر على الأسواق المالية في السودان، في ظل تباين أسعار العملات في السوق الموازي، والتي تتغير على مدار الساعة، ما يعكس هشاشة الاقتصاد الوطني وانعدام الثقة في السياسات المالية الرسمية.

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني

وفيما يلي أسعار العملات مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي وفقًا لأحدث المؤشرات:

مخاوف من مزيد من التدهور

ويحذر خبراء الاقتصاد من أن الإجراءات الحكومية الحالية غير كافية لوقف التدهور السريع في قيمة الجنيه السوداني، مطالبين بخطة اقتصادية متكاملة تتضمن إصلاحات مالية، وهيكلة مؤسسات الدولة، وزيادة الرقابة على الأسواق المصرفية، إلى جانب استقطاب تحويلات المغتربين بطرق شرعية.

السوق السودانية تدخل مرحلة اللايقين

أمام هذا الوضع المضطرب، يجد المواطن نفسه بين مطرقة الغلاء وسندان الدولار، فيما تعاني الأسواق من شح في السلع المستوردة، وارتفاع غير مبرر في أسعار المنتجات المحلية، نتيجة ارتباطها المباشر بتقلبات أسعار العملة الأجنبية.