كتب- رمضان يونس:

في فجر يوم الاثنين، وبينما كان أحد شوارع مدينة كرداسة غارقًا في سكون الليل، وقع انفجار ضخم هز الأرجاء وأحدث حالة من الفزع والرعب بين السكان.

كان صوت الانفجار مدويًا، أعقبه ارتطام قوي شعر به الجميع وكأن الأرض اهتزت تحت أقدامهم، هرعوا نحو مصدر الصوت، على أمل فهم ما يحدث.

عند وصولهم إلى موقع الحادث، كانت المأساة المروعة. توالت المشاهد المأساوية، عمال ينازعون الموت، جثث ملقاة هنا وهناك، وأخرى ما زالت تحمل آثار الصراع الأخير مع الموت. عدد من المصابين كان في حالة حرجة، يتنفسون بصعوبة، بينما آخرون كانوا يعانون من جروح.

الانفجار الذي هز المنطقة ألحق دمارًا واسعًا بالعقار المكون من 4 طوابق، إذ انهار الجزء الخلفي. في قلب صالة الطابق الثاني، كانت الجثث ملقاة على الأرض بشكل عشوائي. كانت الجثث لا تزال تحتفظ بآثار الدماء والدمار. بينما في الطابق الأرضي تسبب الانهيار الجزئي في إصابة عدد من سكان العقار.

أعداد الضحايا كبيرة، حيث أسفر الانفجار عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 3 بإصابات متفاوتة، بينما نجا 6 آخرون.

العمال جميعهم من محافظات المنيا وسوهاج وكفر الشيخ، قدموا إلى محافظة الجيزة، وكانوا يعملون في شركة خدمات في إحدى مولات مدينة السادس من أكتوبر.

شهود العيان كشفوا تفاصيل جديدة حول الضحايا وطبيعة عملهم وحياتهم، حيث أوضح الشهود أن الضحايا لم يكونوا سوى عمال قدموا من محافظتي سوهاج والمنيا، يسعون وراء لقمة العيش في مدينة أكتوبر. جاؤوا للعمل في شركة خدمات لم يكن يعرف عنها سوى أنها المكان الذي يلتقون فيه يوميًا. اختاروا هذا العقار مكانًا لإقامتهم، يلتجئون إليها كلما انتهى يوم عملهم، دون أن يعرفوا أن هذا المكان سيشهد على النهاية المفجعة لرحلتهم القصيرة.

العقار المنهار مكون من 4 طوابق على مساحة 150 مترًا، في منطقة ريفية بكرداسة.

عقب الانفجار، انتقل رجال الحماية المدنية والإنقاذ إلى موقع الحادث وتمكنوا من استخراج جثث الضحايا من أسفل الركام والأنقاض، ونقلهم إلى ثلاجة المستشفى العام. كما تم نقل المصابين إلى المستشفى، وتقديم الإسعافات اللازمة لهم.

واستعان رجال الحماية المدنية بلودر لتسهيل عمليات رفع الركام، للبحث عن أي ناجين، كما تم فصل التيار الكهربائي عن المكان، وسط تواجد مكثف من قيادات مديرية أمن الجيزة.

وتسبب انهيار العقار في تصدع منزلين مجاورين، وتم إخلاؤهما من السكان تمهيدًا لاتخاذ قرار بشأنهما. وأمرت جهات التحقيق المختصة والمعنية بتشكيل لجنة هندسية من محافظة الجيزة، لمعاينة العقارات المجاورة للمنزل المنهار، لبيان مدى تأثرها بالانهيار.

شكلت النيابة العامة بشمال الجيزة الكلية لجنة هندسية لفحص عقار كرداسة المنهار، وبيان سبب انهياره ومدى خطورته على العقارات المجاورة، ومدى تسبب الانهيار في تصدعها من عدمه.

ويتولى مهندسو مجلس مدينة كرداسة فحص العقار المنهار والعقارات المجاورة، لبيان خطورتها على القاطنين بها.

وكشفت المعاينة النهائية لموقع انهيار العقار أن المنزل مقام على مساحة 150 مترًا، ومكون من 3 طوابق، وأن الانفجار وقع في الطابق الثاني العلوي بسبب تسرب غاز، ما أسفر عن وفاة 10 أشخاص، تم استخراجهم بالكامل من الجزء الخلفي للمنزل، بينما أصيب 3 آخرون، ونجا 6 مواطنين كانوا قد غادروا المنزل أثناء وقوع الانفجار.

أسفر الحادث عن مصرع: محمود سيد (25 عامًا)، وناجي سليمان (25 عامًا)، وأحمد يحيى (30 عامًا)، ومحمود دكروري (24 عامًا)، وسليمان ناجي (26 عامًا)، وأشرف محمد (39 عامًا)، ورحيل عطية (18 عامًا)، وهاني سامي (22 عامًا)، ومحمود خطاب (29 عامًا)، ومحمد صابر (26 عامًا).

وأشارت التحريات إلى أن الناجين المصابين هم: إياد وليد (18 عامًا) مصاب بحروق بالوجه وضيق في التنفس، وعربي محمد (37 عامًا) مصاب بحروق بالوجه وكسر بالساعد الأيمن، وصالح جمعة (18 عامًا) اشتباه نزيف بالمخ، وجميعهم من المنيا، ويتلقون العلاج بمستشفى الشيخ زايد التخصصي.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وجارٍ استكمال التحقيقات لمعرفة كافة ملابسات الحادث.