اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، نظّمت مكتبة الكويت الوطنية فعاليتين ثقافيتين، هما ورشة تدريب بعنوان «كيف تترجم للعربية بلغة فصيحة؟» قدّمها د. عبدالله غليس، وجلسة حوارية بعنوان «ترجمة اليوم ثقافة الغد... رؤية من الكويت»، شارك فيها كل من أستاذ الترجمة من جامعة الكويت، د. محمد بن ناصر، ورئيسة «بيت الترجمة» في رابطة الأدباء، نسيبة القصار، ومديرة «The Language Clinic»، عواطف المهنا، وأدارت الجلسة سارة رمضان. وتأتي هذه الفعاليات في إطار حرص المكتبة الوطنية على الاحتفاء بالترجمة كأداة للانفتاح الثقافي والإبداع الفكري.ترجمة الأدب الكويتي
بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، نظّمت مكتبة الكويت الوطنية فعاليتين ثقافيتين، هما ورشة تدريب بعنوان «كيف تترجم للعربية بلغة فصيحة؟» قدّمها د. عبدالله غليس، وجلسة حوارية بعنوان «ترجمة اليوم ثقافة الغد... رؤية من الكويت»، شارك فيها كل من أستاذ الترجمة من جامعة الكويت، د. محمد بن ناصر، ورئيسة «بيت الترجمة» في رابطة الأدباء، نسيبة القصار، ومديرة «The Language Clinic»، عواطف المهنا، وأدارت الجلسة سارة رمضان. وتأتي هذه الفعاليات في إطار حرص المكتبة الوطنية على الاحتفاء بالترجمة كأداة للانفتاح الثقافي والإبداع الفكري.
ترجمة الأدب الكويتي
وفي بداية الجلسة الحوارية «ترجمة اليوم ثقافة الغد... رؤية من الكويت»، قال د. بن ناصر إن هذا اليوم الذي يصادف الـ 30 من سبتمبر من كل عام وتحتفل به الأمم المتحدة، أصبح مناسبة ثابتة في أجندة المكتبة الوطنية التي تحرص دائمًا على الاحتفاء بالترجمة ودورها في إثراء الثقافة.
وتحدث بن ناصر عن تاريخ الترجمة في الكويت، مشيرًا إلى إسهامات القطاع الحكومي في هذا المجال، مثل جامعة الكويت، ومركز البحوث والدراسات الكويتية، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، فضلا عن المركز العربي لتعريب وترجمة العلوم الصحية.
وأضاف أن القطاع الخاص كان له أيضًا حضوره عبر دور النشر والمبادرات الفردية والناشرين المستقلين، سواء في مجال الترجمة أو إعداد المعاجم.
ولفت إلى أن السنوات الـ 15 الأخيرة شهدت نشاطاً متزايداً في الترجمة، حيث برزت دور النشر الكويتية في معرض الكويت الدولي للكتاب بإصدارات مترجمة داخل الكويت على يد مترجمين كويتيين أو مقيمين، تراوحت بين الأعمال الكلاسيكية التي عرفها القارئ العربي، والأدب المعاصر.
وأوضح أن هناك توجهًا لافتًا نحو ترجمة الأدب التركي والإسباني والفرنسي والروسي، مما يعكس تشعُّب حركة الترجمة في الكويت وتجاوزها حدود اللغة الإنكليزية وحدها. أما عن محاولات ترجمة الأدب الكويتي، فأكد بن ناصر أن معظمها جاء من طلبة الماجستير في جامعة الكويت، إلى جانب جهود خارجية لترجمة بعض الأدباء البارزين، مثل طالب الرفاعي وسعود السنعوسي وبثينة العيسى، وأشار إلى أن الرفاعي يُعدّ أكثر الكتّاب الكويتيين الذي ترجمت أعماله إلى لغات أخرى.
بدورها، أوضحت القصار أن الجلسة جاءت بهدف تعريف الحضور بجهود الترجمة على الصعيد المحلي، وتسليط الضوء على تأثير الحركة الثقافية في إثراء مجال الترجمة خلال المرحلة الحالية. وأشارت إلى أن «بيت الترجمة» التابع لرابطة الأدباء الكويتيين، ركّز في موسمه الماضي على تعزيز التواصل بين المثقفين والمترجمين، وربط المهنيين بالأكاديميين، إلى جانب تلبية احتياجات المترجمين عبر ما قدّمه من محاضرات وورش متخصصة.
وأكدت القصار أن الترجمة اليوم تؤدي دورًا محوريًا في نقل المعرفة وتوطيد الجسور بين الثقافات، بما يعكس أهميتها كأداة فاعلة في الحراك الثقافي والفكري الراهن.
من جانبها، أكدت المهنا أن الترجمة في language Clinic لم تعد مجرد أداة لنقل النصوص، بل أصبحت رسالة ثقافية ومعرفية تسهم في ترسيخ الهوية وتعزيز حضور اللغة في مختلف المجالات.
وأوضحت أن الوكالة لا تقتصر على تقديم خدمات الترجمة والتحرير، بل تواكب احتياجات المجتمع عبر مبادرات مجتمعية، وتنظيم منتدى اللغة الذي يشكّل منصة لتعزيز الوعي الثقافي واللغوي. وأضافت المهنا أن الوكالة تولي أهمية كبرى لاختيار المترجمين المتخصصين، ومراجعة النصوص بدقّة، وتحرص على تسليم الملفات بجودة عالية تواكب المعايير العالمية، إلى جانب تنظيم دورات داخلية وبرامج تطويرية مستمرة. كما شددت على أن عامل الوقت لا يقل أهمية عن الجودة، حيث يتم الالتزام بتقديم الخدمة بكفاءة وضمن المواعيد المحددة.
واختتمت المهنا تصريحها بتأكيد أن الوكالة تدخل اليوم مرحلة جديدة من التطوير، هدفها تلبية متطلبات المجتمع وتقديم خدمات نوعية في مجالات متعددة، بما يواكب التطلعات ويعزز دور اللغة والترجمة في بناء المستقبل.
أما في ورشة «كيف تترجم للعربية بلغة فصيحة؟»، فقد أكد د. غليس أن الورشة تسعى إلى تعزيز الوعي بأهمية الجانب العربي في الترجمة، مشدداً على أن جودة النص بالعربية هي المعيار الحقيقي لقيمة العمل المترجم، ليقول «فالناس يقرأون النص بالعربية، ولا يهمهم كيف انتقل من اللغة الأجنبية».
وتطرّقت الورشة إلى مجموعة من المحاور، أبرزها أولوية التمكن في اللغة، الهدف أهم من التمكن في اللغة المصدر، أدوات المترجم، وتشمل محورين رئيسيين، أولا النحو
(مواضع لحن الكاتب) والإملاء، وثانيا: ضبط المفردات والأساليب، ضبط المفردات: أي ضبط الألفاظ معجميا، والتفريق بين الكلمة الفصيحة والعامية، ودرجات صحة الكلمة، والتأكد من الجموع الصحيحة، وأهمية ضبط بعض الكلمات بالحركات.
أما من ناحية الأساليب، فتتضمن التأكد من تعدّي الأفعال، واجتناب أساليب الترجمة الحرفية، ومعرفة مراتب الصواب في بعض الأساليب، وأبرز الأخطاء الشائعة، وأخيرا علامات الترقيم.
وختم د. غليس بتأكيد أن المترجم لا بُد أن يكون مطلعًا على أسرار لغته العربية، ومتمكنًا منها، حتى يتمكن من صياغة نص مترجم قوي وسلس، يظهر وكأنه كُتب بالعربية ابتداءً، لا نقلاً عن لغة أخرى.