متابعات- نبض السودان

في تصريح يحمل دلالات كبيرة على الصمود الزراعي في السودان رغم الحرب المستمرة، أكد محافظ مشروع الجزيرة، إبراهيم مصطفى، أن المشروع يستهدف خلال العروة الصيفية الحالية زراعة مليون ومئة وخمسين ألف فدان.

وقال مصطفى، في تصريحات متلفزة، إن مشروع الجزيرة تمكن من تحقيق 'بداية طيبة' للعروة الصيفية، على الرغم من الظروف الأمنية والاقتصادية الطاحنة التي تشهدها البلاد بسبب الحرب، مشيرًا إلى أن المشروع يواصل العمل بروح وطنية عالية وتكاتف من المزارعين والجهات المعنية.

مشروع الجزيرة يقاوم الحرب بالزراعة

أوضح المحافظ أن عمليات الزراعة قد انطلقت في مختلف أقسام المشروع، وسط تحديات كبيرة تتمثل في ضعف التمويل، وصعوبات توفير المدخلات الزراعية من تقاوي ومبيدات ووقود، بالإضافة إلى تهديدات أمنية متكررة في بعض المناطق.

ورغم تلك الصعوبات، نجح القائمون على المشروع في تهيئة بيئة ملائمة لانطلاق الموسم الصيفي، مستفيدين من دعم المجتمعات المحلية، وتعاون إدارات الري والخدمات الزراعية.

هدف استراتيجي للأمن الغذائي السوداني

وتُعد زراعة أكثر من مليون فدان في هذا التوقيت إنجازًا استراتيجيًا للمشروع الذي يُعتبر ركيزة الأمن الغذائي في السودان، كما يلعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد القومي، من خلال إنتاج المحاصيل النقدية كالذرة والقطن والفول السوداني وغيرها.

وأكد إبراهيم مصطفى أن المشروع يعوّل كثيرًا على المزارعين الذين أبدوا إصرارًا استثنائيًا على الزراعة رغم مخاوف الحرب، مشيرًا إلى أن الروح العالية التي لمسها في الميدان تعطي مؤشرًا إيجابيًا لموسم واعد، في حال استمرار الدعم الحكومي والتنسيق مع الجهات المعنية.

دعوة للدعم والاستقرار

وفي ختام حديثه، وجّه المحافظ رسالة للحكومة الانتقالية والجهات الداعمة، بضرورة تأمين المناطق الزراعية وزيادة الدعم الفني والمادي للمزارعين، مشددًا على أن استمرار الزراعة في ظل الحرب هو معركة أخرى لا تقل أهمية عن معركة السلاح، وهي معركة 'من أجل الحياة والصمود'.

كما دعا إلى توفير مدخلات الإنتاج بصورة عاجلة وتسهيل حركة الآليات الزراعية والأسمدة، لضمان إكمال الموسم دون انقطاعات تؤثر على العائد النهائي للمزارعين والدولة.