أصبح إدمان المراهنات الإلكترونية قنبلة موقوتة في المجتمع المصري بعد أن لجأ إليها العديد من الشباب وخاصة في سن المراهقة بحثًا عن المكسب السريع، وذلك بعد العديد من الإغراءات التي تقدمها هذه المواقع لتجذب إليها أكبر عدد ممكن من المستخدمين من أجل تثبيت أقدامها بين الشباب وتحقيق مكاسب خرافية.

لمواقع المراهنات الإلكترونية مخاطر كبيرة بعد أن شجعت الشباب على ممارسة القمار من أجل كسب أموال غير مشروعة، حيث أصبح الشباب يقضون العديد من أوقاتهم على هذه المواقع نظرًا لنجاحها في استقطابهم بإغراءاتها العديدة حول كسبهم الأموال بكل سهولة ويسر، وهو الأمر الذي دفع بعض الشباب إلى ارتكاب العديد من الجرائم سواء السرقة أو القتل للحصول على الأموال وضخها في المواقع الإلكترونية للمرابحة والرهان عليها، فأصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا للمجتمع.

على الشباب الذي يقوم بالمراهنة على المواقع الالكترونية أن يدرك تمامًا مدى خطورة هذه المواقع في إيقاعه بارتكاب الجرائم المختلفة التي قد تقلب حياته رأسًا على عقب، وتدفعه إلى الانتحار أو سجنه، ولنا هنا العديد من الأمثلة على ذلك من بينها الشاب الذي أقدم على قتل جدته صاحبة الـ80 عاما في منطقة الخليفة بحثا عن الأموال لاستخدامها في تطبيقات المراهنة، وكذلك شاب آخر أقدم على الانتحار بشنق نفسه في قرية بني مزار بمحافظة المنيا وذلك بسبب تراكم الديون التي كان يستخدمها في ممارسة المراهنات على أحد المواقع الإلكترونية، وفي محافظة قنا أنهى أيضًا شاب حياته بسبب خسارته 70 ألف جنيهًا في مواقع المراهنات.

يقول ياسر علي، خبير أمن المعلومات، في تصريحات صحفية إن التوعية بمخاطر المواقع الإلكترونية أكثر جدوى من حجبها وذلك بعد أن استخدمت العديد من المواقع طرق مبتكرة حتى تتمكن من ذلك مع وضع خطة ممنهجة للتوعية بمخاطر إغراءات المراهنات الإلكترونية، وإجراء حملات توعوية بالمدارس عن خطورة الإغراءات الالكترونية والبعد عنها ومقاومتها.

هذا بالإضافة إلى وضع مناهج دراسية تمكن الطلاب من التعرف على الاستخدام الأمن للإنترنت، والبعد عن المخاطر الإلكترونية، والإبلاغ الفوري لمباحث الإنترنت ضد من يروج على المواقع الإلكترونية ويقدم الإغراءات للدخول إلي هذه المواقع على وسائل التواصل الاجتماعي.

أكد الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، في تصريح صحفي على أن مدمني المراهنات الإقدام على العلاج باستخدام برامج علاجية متخصصة وهي عبارة عن جلسات للعلاج النفسي والعلاج السلوكي تتميز بنتائجها الجيدة في علاج إدمان المراهنات.

ويشير الخبير النفسي إلى أن خطة العلاج تختلف من فرد لأخر، فهناك بعض الأفراد يعانون من اكتئاب واضطرابات تتطلب وصف دواء لهم بجانب الجلسات، كما يوجد أفراد أخرين يجب عزلهم تمامًا في مكان آمن لضمان بعدهم عن أجهزة المحمول والكمبيوتر حتى يساعد ذلك في التقدم بالعلاج إلى المستويات المطلوبة.