مي السكري

تحتفل الكويت وطاجيكستان بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي انطلقت في 31 مارس عام 1995.

وكشف عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان لدى البلاد زبيدالله زبيدوف أنه سيتم مساء 31 الجاري تزيين أبراج الكويت بالعلم الوطني لطاجيكستان، فيما أعدت السفارة الطاجيكية كتابًا بالمناسبة باللغتين الطاجيكية والعربية، يتضمن أهم محطات مسيرة العلاقات الثنائية. ومن المقرر أن يتم تنظيم حفل تقديم هذا الكتاب في كل من الكويت ودوشنبيه في القريب العاجل.

قال زبيدوف خلال مؤتمر صحافي عقده (مساء الخميس) بهذه المناسبة: إن العلاقات السياسية بين بلاده والكويت، شهدت تعزيزًا وتوسعًا ملحوظًا، استنادًا إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والالتزام بالمعايير القانونية الدولية.

وأضاف «منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 31 مارس 1995، تشهد علاقات التعاون ذات المصالح المتبادلة بين البلدين النمو والتطور بشكل مطرد في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك على أساس الروابط الروحية التاريخية والقواسم الثقافية المشتركة التي تبلورت على مر القرون».

وتابع: والعامل الرئيسي في تطوير وتعزيز العلاقات المتميزة بين طاجيكستان ودول العالم العربي، بما في ذلك الكويت، هو في المقام الأول السياسة الخارجية المتوازنة والشفافة للرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان، والتي يشكل نهج الانفتاح جوهرها.

إلغاء التأشيرة

وبينما لفت زبيدوف إلى أن بلاده «ألغت تأشيرة الدخول للكويتيين إلى أراضيها، قال: نحن نناقش مع الجانب الكويتي تسهيل دخول الطاجيكيين الى هنا، حيث ان وزير الخارجية عبدالله اليحيا وعدنا بالنظر في هذا الأمر في أقرب وقت للسماح للطاجيكيين بالحصول على تأشيرة إلكترونية».

وكشف زبيدوف عن تخصيص أرض لبناء سفارة كويتية في العاصمة دوشنبيه بمبدأ المعاملة بالمثل، كما سيتم تعيين سفير للكويت هناك خلال شهر ونصف الشهر تقريباً، متوقعا أن يتم الافتتاح خلال الأشهر القليلة المقبلة، لافتاً في الوقت نفسه إلى تخصيص الكويت أرض لبناء سفارة طاجيكية في المنطقة الدبلوماسية في مشرف، وإن عملية الانشاء ستبدأ قريبا.

وأشار إلى أن اللقاءات والمفاوضات المستمرة رفيعة المستوى لعبت دورًا كبيرًا في تطوير التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لافتا إلى أنه خلال العقود الثلاثة الماضية، شهدت الروابط الثقافية بين البلدين، لا سيما في مجالات الثقافة والفنون والأدب، نموًا ملحوظًا، كما اتسعت العلاقات الإنسانية بين طاجيكستان والكويت بشكل لافت.

تعاون سياحي

وقال زبيدوف إن «قطاع السياحة يعد مجالًا آخر للتعاون المتنامي بين البلدين الصديقين، حيث ساهمت الرحلات الجوية المباشرة بين عاصمتي طاجيكستان والكويت في تعزيز هذا التقدم»، موضحاً أنه «بفضل السياسات الحكيمة والجهود الدؤوبة لقادة البلدين، نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة ومنتجة من العلاقات الثنائية، لا سيما في تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية، ودعم التعاون الاستثماري المتبادل، وتحقيق أهداف استراتيجية أخرى».

واعتبر أن «عام 2025 يمثل محطة بارزة في تاريخ العلاقات الثنائية بين طاجيكستان والكويت، حيث نحتفل بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا بكل فخر واعتزاز»، متمنيًا أن تستمر هذه العلاقات المتميزة في النمو والازدهار لما فيه خير شعبينا الصديقين.

نقطة تحول

وتابع أن «اللقاء الأول بين رئيس جمهورية طاجيكستان إمام علي رحمن، وأمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد في ديسمبر 1994 بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي، شكّل نقطة تحول في مسار العلاقات بين البلدين، حيث كان لهذا اللقاء تأثير كبير في تحديد مسار التعاون المستقبلي، إذ أسس لعلاقات رفيعة المستوى بين قادة البلدين».

وذكر أن «الكويت كانت أول دولة عربية يزورها رسميًا زعيم طاجيكستان المستقلة حديثًا، وخلال مقابلة خاصة مع الصحافة الكويتية، وصف الرئيس إمام علي رحمن أهمية زيارته الأولى لهذه الدولة العربية بقوله: لقد كانت الكويت نموذجًا لطاجيكستان، نسعى إلى التعلّم منه في مسيرتنا نحو التنمية والتقدم، وبصفتي رئيسًا لطاجيكستان، اخترت الكويت كأول دولة عربية أزورها رسميًا، تأكيدًا على التزامنا تعزيز العلاقات الثنائية، وحرصنا على الاستفادة من تجربة الكويت كدولة متقدمة».

30 اتفاقية

وأعرب زبيدوف عن رضاه عن «الانجازات التي تحققت لغاية اليوم، حيث ان علاقاتنا السياسية متميزة ووقعنا مع الكويت نحو 30 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم»، مشدداً «على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث انها لم تصل بعد إلى مستوى العلاقات السياسية المتينة ولا تلبي طموحات القيادتين والشعبين الشقيقين».

وأضاف: تتمتع الدولتان بفرص واسعة للتعاون المثمر في القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياحية، ولدينا برنامج لتطوير العلاقات الاقتصادية بين بلدينا.

تمويل كويتي

وذكر زبيدوف أن الكويت من الدول الرائدة عالمياً في إطلاق البرامج والمبادرات الإنسانية وتنفيذ المشاريع التنموية، منوها إلى مساهمات الصندوق الكويتي للتنمية في عملية التنمية في طاجيكستان حيث موّل 6 مشاريع حيوية في البنية التحتية، موضحاً من ناحية أخرى أنه سيتم تطوير التعاون بين البلدين في مجال الامن الغذائي، مشيرا كذلك مناقشة مسألة فتح خط مباشر بين بلدينا.

وكشف زبيدوف عن استضافة الكويت لمؤتمر وزراء خارجية دول الخليج ودول آسيا الوسطى في 16 أبريل المقبل، على ان تعقد القمة على مستوى القادة ورؤساء الدول في مدينة سمرقند الاوزبكية في شهر مايو المقبل.

ودعا زبيدوف رجال الأعمال الكويتيين في القطاع الخاص للاستثمار في بلاده التي قال إنها توفر المناخ المناسب للاستثمار الأجنبي.

وعن توريد المياه الطاجيكية الى منطقة الخليج قال: طاجيكستان تحتوي على نحو %60 من مخزون المياه في منطقة آسيا الوسطى، ويمكنها تزويد دول الخليج بالمياه العذبة، متمنياً تنفيذ هذا المشروع في المستقبل القريب فضلا عن امكانية التعاون في مجال توليد الكهرباء.

تطور مطرد في العلاقات

أشاد زبيدوف بالسياسة الخارجية للكويت وطاجيكستان، لافتا إلى أن وزارتي خارجية البلدين تعملان بشكل متواصل على تنفيذ تعليمات وتوجيهات القيادات العليا لتعزيز علاقات التعاون، ونتيجة للاتصالات المشتركة بين مؤسسات السياسة الخارجية، دخل التعاون بين البلدين في عملية من التطور المطرد والمستمر.

وأضاف: تعد وزارتا الخارجية من المؤسسات الرئيسية التي يتم من خلالها التنسيق اللازم لإقامة التعاون بين مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات في البلدين، وكذلك التنسيق لاتخاذ مواقف مشتركة بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

جولة جديدة من المشاورات السياسية

قال زبيدوف إن المشاورات السياسية الثنائية تعد آلية مهمة للمتابعة والتنسيق بين مؤسسات السياسة الخارجية، وقد عقدت 3 دورات منها حتى الآن في عاصمتي البلدين. وعلى وجه الخصوص، استضافت الكويت في أبريل 2018 الجولة الأخيرة من المشاورات، ومن المتوقع أن تعقد الجولة المقبلة في دوشنبيه في عام 2025.

أبراج الكويت تتزين بالعلم الطاجيكي

كشف زبيدوف أنه سيتم في مساء يوم 31 مارس الجاري تزيين أبراج الكويت بالعلم الوطني لطاجيكستان، وذلك احتفالا بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت وطاجيكستان، والتي انطلقت في 31 مارس عام 1995.