اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت مصادر استخباراتية مطلعة، عن تفاصيل جديدة وحساسة تتعلق بالزيارة التي قام بها مدير جهاز المخابرات الإثيوبي رضوان حسين، ومستشار رئيس الوزراء الإثيوبي لشؤون شرق أفريقيا، غيتاشو رضا، إلى مدينة بورتسودان مطلع يونيو الماضي، ولقائهما بعدد من كبار المسؤولين السودانيين، أبرزهم رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد مفضل.
رسالة إثيوبية تطلب الحياد السوداني
ووفق ما أوردته دورية 'أفريكا إنتلجنس' المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية والأمنية في القارة السمراء، فإن الوفد الإثيوبي سلّم البرهان رسالة رسمية من رئيس الوزراء آبي أحمد، طالبت بأن يلتزم السودان بالحياد التام في حال اندلاع مواجهة عسكرية مرتقبة بين إثيوبيا من جهة، وكل من إريتريا وجبهة تحرير تيغراي من الجهة الأخرى.
وتضمنت الرسالة الإثيوبية طلبًا صريحًا بألا يسمح السودان باستخدام منطقة الفشقة كقاعدة لوجستية لدعم قوات التيغراي أو الجيش الإريتري، في حال اندلاع نزاع جديد في الإقليم المضطرب شرق إثيوبيا، والذي يشهد توترًا متصاعدًا منذ أشهر.
البرهان يرفض الانحياز ويُبدي امتعاضه
إلا أن المعلومات الواردة تشير إلى أن البرهان لم يُبدِ تجاوبًا مع الطلب الإثيوبي، بل عبّر بشكل غير مباشر عن امتعاضه من سلوك حكومة آبي أحمد تجاه السودان، لا سيما بعد أن استقبلت أديس أبابا زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في ديسمبر 2023، وهي الزيارة التي أثارت حفيظة الخرطوم واعتُبرت خطوة عدائية وشرعنة لتمرد المليشيات المسلحة ضد الدولة السودانية.
إثيوبيا تحاول امتصاص الغضب السوداني
وذكرت الدورية أن الوفد الإثيوبي حاول تلطيف الأجواء عبر الحديث عن التعاون الإقليمي وأهمية الأمن المشترك، لكن الجانب السوداني بقي متحفزًا ومتحفظًا، خاصة مع استمرار إثيوبيا في سياسة إثارة الاستفزازات تجاه السودان، وآخرها إعلانها الرسمي عن تدشين سد النهضة الكبير في سبتمبر 2025، وهو الإعلان الذي فُسّر في الخرطوم على أنه تصعيد جديد وتجاهل لمخاوف السودان المائية.
تجاهل متعمد لمكانة المسؤولين السودانيين
في مشهد آخر يعكس توتر العلاقة، أشار تقرير 'أفريكا إنتلجنس' إلى أن مدير المخابرات الإثيوبي نشر تغريدة عن الزيارة، لكنه تجاهل عمدًا ذكر الرتب والمناصب الرسمية لكل من البرهان والفريق مفضل، مكتفيًا بوصف البرهان بـ'الجنرال'، وهو ما اعتبره محللون سلوكًا دبلوماسيًا غير لائق ويعبّر عن حالة من التوتر المكتوم في العلاقات الثنائية بين البلدين.
السودان يواجه ضغوطًا إثيوبية متزايدة
وتأتي هذه الزيارة في ظل تنامي المخاوف من تصعيد إقليمي جديد في منطقة القرن الأفريقي، وتسعى إثيوبيا لضمان موقف محايد من السودان الذي يمتلك موقعًا استراتيجيًا على حدود التماس مع إريتريا وتيغراي، ما يجعله عنصرًا فاعلًا في أي صراع محتمل بالمنطقة، إلا أن الخرطوم يبدو أنها ترفض أن تكون طرفًا صامتًا في ترتيبات أمنية قد تضر بمصالحها السيادية.