أعلنت شركة دانة غاز، أكبر شركة غاز طبيعي خاصة في الشرق الأوسط ومقرها الإمارات، إطلاق برنامج استثماري بقيمة ١٠٠ مليون دولار في منطقة دلتا النيل البرية بمصر، بهدف تعزيز إنتاج الغاز المحلي، وزيادة الاحتياطيات، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في البلاد.

يشمل البرنامج حفر ١١ بئرًا تقييمية واستكشافية على مدى عامين، مع توقعات بإضافة حوالي ٨٠ مليار قدم مكعب من احتياطيات الغاز القابلة للاستخراج، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج الغاز.

وقد حقق البرنامج نجاحًا مبكرًا من خلال اكتمال بئر بيجونيا-٢ في امتياز نيو المنزلة، والذي تديره شركة الوستاني للبترول بالشراكة مع الحكومة المصرية. يُقدر أن البئر يحتوي على ٩ مليارات قدم مكعب من الغاز، ومن المتوقع أن ينتج ٥ ملايين قدم مكعب يوميًا، مما يمثل خطوة مهمة في تعزيز الإنتاج المحلي. وفقًا لصحيفة إنيرجي نيوز.

يتركز برنامج دانة غاز على تكثيف الأنشطة الاستكشافية والتطويرية، حيث يتم استخدام جهاز الحفر إي دي سي-٥٤ لبدء حفر البئر التالية في أغسطس ٢٠٢٥. بالإضافة إلى ذلك، بدأت الشركة أعمال إعادة إكمال آبار قائمة، مثل بئر بلسم-٣، التي تستهدف طبقات جيولوجية لم تُستغل سابقًا. تُقدر احتياطيات هذا البئر بحوالي ٤ مليارات قدم مكعب، مع توقعات بإنتاج إضافي يبلغ ٣ ملايين قدم مكعب يوميًا. هذه الأعمال تهدف إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالحفر الاستكشافي وزيادة كفاءة الإنتاج من الأصول الحالية، مما يطيل عمرها التشغيلي ويعزز العائد الاقتصادي.

وأكد ريتشارد هول، الرئيس التنفيذي لدانة غاز، أن نجاح بئر بيجونيا-٢ وإعادة إكمال بئر بلسم-٣ يشكلان إنجازًا استراتيجيًا يعزز آفاق الإنتاج في المنطقة. وأشار إلى أن اتفاقية توحيد مناطق الامتياز مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وفرت شروطًا مالية محسنة، مما يتيح للشركة استغلال المزيد من الفرص في محفظتها المصرية.

وقد دعمت الحكومة هذا البرنامج من خلال زيارة وزير البترول والثروة المعدنية، كريم بدوي، لموقع بيجونيا-٢، لمتابعة التقدم وتعزيز الحوافز لزيادة الإنتاج المحلي. كما أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن تسديد أكثر من مليار دولار من الديون المستحقة لشركاء النفط والغاز الأجانب، مع خطة لتسديد ١٫٤ مليار دولار إضافية بحلول نهاية ٢٠٢٥، لتعزيز ثقة المستثمرين.

تلعب دانة غاز دورًا محوريًا في دعم الأمن الطاقي في مصر، حيث تمتلك احتياطيات مؤكدة ومحتملة تتجاوز مليار برميل مكافئ نفط، وتُنتج حوالي ٥٥ ألف برميل مكافئ يوميًا في ٢٠٢٤. وتساهم جهود الحكومة في تعزيز البنية التحتية للغاز، مثل دمج ثلاث وحدات تخزين وإعادة تسييل عائمة في عين السخنة، في ضمان استقرار إمدادات الغاز، خاصة خلال أشهر الذروة. كما تخطط مصر لنشر وحدتين إضافيتين في ميناء الإسكندرية وميناء العقبة بالأردن، لتكونا احتياطيًا استراتيجيًا في حالة انقطاع الإمدادات.

هذه الجهود، إلى جانب استثمارات دانة غاز، تعزز من قدرة مصر على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتدعم مكانتها كوجهة استثمارية رائدة في قطاع الغاز الإقليمي.