أكد الدكتور محمد بناية، المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني، أن الحراك الأوروبي النشط نحو فتح قنوات اتصال مع إيران في الوقت الراهن، يعكس بوضوح إدراك الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، لفشل الخيار العسكري في تحقيق أهدافه على الأرض.

وأوضح بناية خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن محاولات الوساطة التي تقودها فرنسا وبريطانيا وألمانيا تأتي بعد أن أصبحت الكلفة السياسية والإنسانية والأمنية لأي تصعيد شامل مع إيران مرتفعة للغاية، مشيرًا إلى أن تلويح واشنطن سابقًا بالتدخل العسكري المباشر لم يُترجم على الأرض، وهو ما خلق فراغًا حاولت الدبلوماسية الأوروبية ملأه لتفادي الانفجار.

وأضاف أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق الردع السريع الذي كانت تطمح إليه، بل على العكس، تعرضت لضربات صاروخية أظهرت هشاشة بعض أنظمتها الدفاعية، ما دفعها، بحسب المؤشرات، إلى الاستنجاد بحلفائها الأوروبيين لدفع طهران إلى طاولة التفاوض.

وأشار إلى أن الرهان على الحسم العسكري ثبتت محدوديته في ظل توازنات القوى القائمة، خاصة مع الدعم الروسي والصيني والإشارات القوية من كوريا الشمالية تجاه أي تدخل غربي مباشر، معتبرًا أن الغرب اليوم بات يُدرك أن الحل السياسي والدبلوماسي هو الخيار الوحيد المتاح حاليًا لمنع توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

وأكد بناية أن العودة إلى المفاوضات، ولو عبر قنوات خلفية، تعكس تغيرًا في قواعد الاشتباك الدولية، وتؤكد أن الكلمة العليا في هذه المرحلة ستكون للعقلاء، لا للصواريخ والطائرات فقط.