ريم قاسم-

أصبحت المشروبات التي تحتوي على القرفة رائجة جداً بين الناس، خاصة مع انتشار مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتناول فوائدها ومزاياها سواء من خلال إضافتها لفنجان قهوة أو كوب من الحليب الساخن. فهل تساعد القرفة فعليا على خسارة الوزن؟

تشير أخصائية التغذية الفرنسية فاليري اسبيناس - في مقابلة مع مجلة Sante - إلى أن القرفة تحظى بشعبية كبيرة بسبب ما يتردد عن فوائدها في خسارة الوزن، لكنها تؤكد أن القرفة هي قبل كل شيء نوع من التوابل المستخدمة منذ سنوات ومع ذلك علينا التعامل معها بحذر.

◄ تنظيم نسبة السكر في الدم

تساعد القرفة - وفق الخبيرة - على تنظيم مستويات السكر في الدم، لكن ذلك بمفرده لا يجعلك تفقد الوزن، إذا لم يرتبط بنظام غذائي دقيق. ففي عام 2019، وجدت تجربة سريرية أجريت على 1480 مشاركاً أن القرفة خفضت «مؤشر كتلة الجسم (BMI) بمقدار 0.40 كم / م2 ووزن الجسم بمقدار 0.92 كم، لكن استهلاكها لم يغير تركيبة الدهون لدى المشاركين ومع ذلك، يتم الترويج للقرفة على التواصل الاجتماعي باعتبارها عقاراً معجزة يحول دون زيادة الوزن.

◄ فوائد القرفة

تقول د.فاليري اسبيناس ان للقرفة تأثيراً مضادا للالتهابات، ذلك أنها تحتوي على مركبات فينولية معروفة بتحفيز دفاعات الجسم وخصائصها المضادة للبكتيريا والفيروسات، كما تتميز القرفة بتأثيرها المضاد للأكسدة، لذلك تساعد في حماية خلايا الجسم.

وفي الحقيقة تتميز القرفة بالعديد من الفوائد التي تفسر شعبيتها على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن كن حذراً من الآثار الضارة المرتبطة باستهلاكها. فبحسب دراسة نشرت عام 2019 فقد لوحظ لدى بعض الأشخاص آثار جانبية، مثل آلام الجهاز الهضمي وردود فعل تحسسية.

وأما خبيرة التغذية، فتشير إلى أن مدى سمية هذا التابل ومخاطر تناوله بانتظام لم تثبت في أي دراسة علمية حتى الآن، لكنها تؤكد أن تناول هذه التوابل باعتدال لن يشكل أي مشكلة، بينما لا ينصح بالقرفة كمكمل غذائي للجميع.

◄ محاذير

توضح الوكالة الفرنسية للأمن الصحي أن استهلاك الكومارين بجرعات عالية يمكن أن يسبب تلف الكبد. وبالتالي، لا ينبغي تجاوز الجرعة اليومية من هذا المركب الذي يدخل في تركيبة القرفة.

وتوصي الوكالة بأن «يكون تناول الكومارين من خلال المكملات الغذائية أقل من 4.8 ملغ يومياً لشخص بالغ يزن 60 كغم».

وتضيف في تقرير أن «خطر تجاوز هذه الجرعة اليومية مرتفع بين المستهلكين بكثرة للمكملات الغذائية التي تحتوي على نباتات غنية بالكومارين، وخاصة القرفة الصينية»، مشيرة إلى أن التأثيرات غير المرغوب فيها ترتبط بشكل أساسي بزيوت القرفة الأساسية الموجودة في المكملات الغذائية.

وعليه على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد، الحذر بشدة، علاوة على أولئك الذين يتناولون أدوية قد تسبب تأثيرات ضارة على الكبد، كما توصي الوكالة الفرنسية للأمن الصحي بعدم تناول الأطعمة الغنية بالقرفة والمكملات الغذائية التي تحتوي على الكومارين.

في الواقع، تحتوي القرفة (القرفة الصينية، القرفة الاندونيسية، إلخ) على مادة الكومارين وعليه يمكن أن تكون سامة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، لما تسببه من أضرار للكبد.