فرضت وزارة النقل الأمريكية غرامة قدرها 50 مليون دولار على شركة 'أمريكان إيرلاينز' الأربعاء، بسبب انتهاكات متعددة للقوانين المصممة لحماية ركاب الطائرات الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، وهي العقوبة التي يقول المسؤولون إنها تهدف إلى إرسال رسالة مفادها “يجب أن تدعم حقوق المسافرين ذوي الإعاقة، وفقًا لـ”واشنطن بوست'.

وتوصل المحققون إلى أن شركة الطيران فشلت في الفترة ما بين عامي 2019 و2023 في مساعدة الركاب على الصعود والنزول من طائراتها بشكل صحيح، وقدمت لهم مساعدة غير آمنة تسببت في إصابات، وأساءت التعامل مع آلاف الكراسي المتحركة.

وقال وزير النقل بيت بوتيجيج، الثلاثاء: انتهى عصر التسامح مع المعاملة السيئة لمستخدمي الكراسي المتحركة على متن الطائرات.

وراجع المحققون البيانات المتعلقة بمعدلات التعامل السيئ مع الكراسي المتحركة والشكاوى العامة، قائلين إن الخطوط الجوية الأمريكية كانت من بين أسوأ شركات الطيران أداءً في التعامل مع الكراسي المتحركة.

وأشاروا إلى مقطع فيديو تم مشاركته في نوفمبر 2023 والذي أظهر عاملا يلقي بكرسي متحرك أسفل منحدر في مطار ميامي الدولي.

ووافقت شركة 'أميركان إيرلاينز' على دفع الغرامة، لكنها لم تعترف بأي من الانتهاكات.

وقالت شركة الطيران في بيان لها، إنها أنفقت منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، 175 مليون دولار على التدريب والبنية الأساسية والتكنولوجيا لتلبية احتياجات الركاب ذوي الإعاقة بشكل أفضل. وإن مطالبات العملاء بشأن الكراسي المتحركة والدراجات البخارية التي تم التعامل معها بشكل سيئ انخفضت بنسبة 20 في المائة على مدى العامين الماضيين.

وقالت جولي راث، نائبة الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الأمريكية المسؤولة عن عمليات المطار، إن اتفاق اليوم يؤكد التزام الخطوط الجوية الأمريكية برعاية جميع عملائها.

وقالت الخطوط الجوية الأمريكية إن الموظف الذي ظهر في الفيديو وهو يرمي كرسيًا متحركًا لم يعد يعمل في الشركة.

وراجع المحققون من مكتب حماية المستهلك التابع لوزارة النقل ثلاث شكاوى رفعتها منظمة المحاربين القدامى من ذوي الإعاقة ضد شركة أميركان إيرلاينز. وزعمت إحدى الشكاوى أن أحد الركاب كان يسافر من بالم بيتش بولاية فلوريدا إلى واشنطن تعرض لسوء المعاملة مرارا وتكرارا من جانب شركة الطيران.

وفي إحدى المرات حاول الموظفون نقله إلى مقعده على متن الطائرة وضربوا رأسه في صندوق الشحن. وعندما حاولوا لاحقا إعادته إلى كرسيه المتحرك، تم سحب بنطاله. وزعمت الشكوى نفسها أن راكبًا آخر تُرك عالقا وغير قادر على الوصول إلى الحمام عندما احتاج إليه.

وقال كارل بليك، الرئيس التنفيذي لجمعية قدامى المحاربين أصحاب الإعاقة في أمريكا، إن الإجراء المتخذ من شأنه أن يبعث برسالة.

وأكد بليك: يسعدنا أن نرى وزارة النقل تصدر مثل هذا البيان القوي حول كيفية تحميل شركات الطيران المسؤولية عن تعريض سلامة الركاب ذوي الإعاقة للخطر، وخاصة مستخدمي الكراسي المتحركة والدراجات البخارية.

وقالت وزارة النقل إن الخطوط الجوية الأمريكية ستحصل على خصم بقيمة 25 مليون دولار من العقوبة البالغة 50 مليون دولار تقديرا للاستثمارات في المعدات اللازمة للتعامل مع الكراسي المتحركة بشكل أكثر أمانا وتعويض الركاب المتضررين.

وتتطلب القواعد الفيدرالية من شركات الطيران إعادة الكراسي المتحركة وغيرها من أجهزة التنقل إلى الركاب فورًا بعد رحلتهم.

ويجب ألا تكون هذه الكراسي معرضة للتلف، كما تتطلب القواعد من شركات الطيران تقديم المساعدة للركاب في الصعود والنزول من الطائرات.

واقترحت وزارة النقل في فبراير تشديد القواعد، بطرق يقول المسؤولون إنها ستحمي الركاب بشكل أفضل وتسهل محاسبة شركات الطيران على الانتهاكات.

وفي حين أشار مسؤولون في وزارة النقل إلى الخطوط الجوية الأمريكية، قالوا إن معاملة المسافرين الذين يستخدمون الكراسي المتحركة تمثل مشكلة في قطاع الطيران بأكمله، وإن تحقيقات أخرى جارية.

في أغسطس، أفادت شركات الطيران بفحص ما يقرب من 80 ألف كرسي متحرك ودراجة بخارية وسوء التعامل مع ألف منها، أي بمعدل 1.3%.

وتعتبر وزارة النقل الكرسي المتحرك سيئ التعامل إذا تعرض للتلف أو الضياع أو لم يتم إعادته بسرعة إلى مالكه.

وفي مايو، وهو أحدث شهر تتوفر عنه بيانات، قالت الوزارة إنها تلقت 233 شكوى تتعلق بالإعاقة.