شهدت أسعار الغاز الطبيعي تحركات إيجابية خلال تعاملات اليوم، مسجلة ارتفاعًا في العقود الآجلة، وذلك وسط ترقب واسع من قبل المستثمرين والمحللين لمتغيرات الطقس وبيانات المخزونات الأسبوعية.

وفقًا لبيانات بورصة نيويورك التجارية، تمت المتاجرة بعقود الغاز الطبيعي الآجلة لشهر مارس عند 3.38 دولار أميركي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في وقت كتابة الخبر، ما يمثل زيادة بنسبة 0.82% مقارنة بسعر الافتتاح.

شهدت الأسواق جلسة ارتفاع سابقة لامست فيها الأسعار مستوى 3.41 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وعلى الرغم من عدم استقرار الأسعار في هذا المستوى، إلا أن ذلك يعكس استمرار الطلب على الغاز الطبيعي في الأسواق العالمية، كما يرى الخبراء الفنيون أن استمرار الأسعار أعلى من مستوى 3.161 دولار يشكل عاملًا مطمئنًا للمتداولين، إذ يشير إلى وجود قوة شرائية قد تمنع حدوث تراجع حاد.

يعتمد سوق الغاز الطبيعي إلى حد كبير على التغيرات المناخية، لا سيما في فصلي الخريف والشتاء في نصف الكرة الشمالي، إذ يزداد الطلب على التدفئة المنزلية والمؤسسية، ما يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الغاز.

كما يراقب المستثمرون تقارير الطقس قصيرة ومتوسطة الأجل، التي قد تفيد بقدوم موجات باردة في الولايات المتحدة وأوروبا وكلما اشتدت برودة الطقس، زاد استهلاك الغاز، مما يدعم ارتفاع الأسعار.

تُعد بيانات المخزون الأسبوعية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA)من العوامل الرئيسية التي تؤثر في حركة الأسعار، إذا أشارت البيانات إلى تراجع كبير في المخزونات مقارنة بالتوقعات، فقد يحفز ذلك ارتفاعًا إضافيًا في السوق.

قد تخلق بعض التطورات السياسية أو التوترات في مناطق إنتاج الغاز حالة من عدم اليقين في الأسواق، في بعض الأحيان تدعم الاضطرابات ارتفاع الأسعار، وفي أحيان أخرى قد تؤدي إلى تحولات سريعة ومفاجئة في مستوى العرض والطلب.

كما يُظهر الارتفاع الأخير في عقود الغاز الطبيعي حالة من التفاؤل لدى المستثمرين بشأن استهلاك الطاقة في موسم البرد، مدعومًا بتوقعات استمرار الطلب المرتفع على التدفئة.