مي السكري -

أكد السفير الفرنسي لدى البلاد، أوليفييه غوفان، عمق ومتانة العلاقات بين الكويت وفرنسا، مشيداً بالزيارة الرسمية لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى باريس، والتي وصفها بأنها «محطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية».

جاء ذلك في حفل الاستقبال الذي أقامه الليلة قبل الماضية بمناسبة العيد الوطني الفرنسي (يوم الباستيل) بحضور نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر، وعدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية والجالية الفرنسية.

وأكد السفير الفرنسي أن هذه الزيارة تُمثل علامة فارقة في تاريخ العلاقات الممتدة بين البلدين منذ قرابة 65 عاماً، وسيحتفل بذكراها الخامسة والستين في عام 2026، مؤكداً أن «فرنسا والكويت ترتبطان بتحالف تاريخي قائم على الثقة والاحترام المتبادل».

وأشار إلى أن التعاون السياسي شهد دفعة قوية خلال العام الماضي، ولا سيما مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي للكويت في أبريل الماضي، لتعزيز التنسيق حول الأزمات الإقليمية، في وقت تتولى فيه الكويت رئاسة مجلس التعاون الخليجي.

وقال: «فرنسا والكويت تتشاركان الالتزام بالتعددية والسلام والتضامن الدولي، ويسعدنا أن نعمل معاً على مشاريع تنموية وإنسانية، تعكس التزام الكويت الإنساني النموذجي».

التعاون العسكري

وفي ما يتعلق بالتعاون العسكري، نوّه السفير الفرنسي بأن فرنسا كانت حليفاً ثابتاً للكويت منذ الغزو العراقي، حيث قاتلت الجيوش جنبًا إلى جنب في حرب التحرير، وكانت اتفاقية الدفاع لعام 1992 أول اتفاقية دفاعية وقّعتها باريس في الخليج.

وأضاف أن التدريبات المشتركة مثل «لؤلؤة الغرب» و«نسيم العرب» تجسد حيوية التعاون الدفاعي بين البلدين، مشيدًا ببرامج التدريب التي تلقاها الضباط الكويتيون في فرنسا.

ولفت غوفان إلى تنامي اهتمام الشركات الفرنسية بالاستثمار في الكويت في ضوء رؤية «كويت 2035»، ولا سيما في مجالات النقل والطاقة المستدامة والمدن الذكية والصحة. كما رحب بتزايد اهتمام المستثمرين الكويتيين بفرص التطوير في فرنسا، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، مؤكدًا أن فرنسا أصبحت الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي في أوروبا.

الوجهة الأولى

وأوضح أن فرنسا تظل الوجهة الأولى للسياحة الكويتية ضمن منطقة الشنغن، مشيدًا بالمجتمع الفرانكوفوني النشط في البلاد. واستعرض أبرز الفعاليات التي أقيمت ضمن شهر الفرانكوفونية، مثل الحفلات الموسيقية، وعروض الأفلام، وأمسيات الشعر والمناظرات، مشيدًا بدعم سمو الشيخ ناصر المحمد لهذه الأنشطة.

كما أشاد السفير الفرنسي بمبادرات تعزيز العلاقات الأكاديمية، من خلال تأسيس جمعية «السوربون» برعاية الشيخ أحمد الناصر، التي ستوفر منصة للتبادل بين الطلبة والباحثين والأساتذة، معرباً عن تطلعه إلى زيادة عدد الطلاب الكويتيين في فرنسا، خاصة في تخصصات الابتكار مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والهندسة والإدارة.

وذكر أن المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية، ومقره الكويت، يؤدي دورًا محوريًا في دعم الدراسات التراثية والأثرية. وأعرب عن فخره بزيارة جزيرة فيلكا أخيرًا، رفقة بعثة أثرية فرنسية كويتية مشتركة.