اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء عزمه التركيز على إيجاد حل للحرب الأهلية المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بعد أن طلب منه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التدخل في الصراع أثناء زيارته الأولى لواشنطن منذ سبع سنوات.
تأتي هذه المبادرة في وقت تجاوزت فيه الحرب، التي بدأت عام 2023، 40 ألف قتيل وأسفرت عن نزوح أكثر من 14 مليون شخص، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة في البلاد، وفقًا لموقع دويتشه فيله الألماني.
وأوضح الرئيس ترامب، خلال منتدى اقتصادي جمعه بولي العهد السعودي وعدد من رجال الأعمال السعوديين، أن ولي العهد أبلغه بأن إنهاء النزاع سيكون 'أعظم ما يمكن أن يفعله'، في إشارة إلى حجم الأهمية الاستراتيجية للسلام في السودان بالنسبة للمملكة.
وأضاف ترامب: 'أرى مدى أهمية هذا الأمر لك ولعديد من أصدقائك في الغرفة، السودان. وسنبدأ العمل على السودان فورًا'، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستسعى إلى التعاون مع السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى في الشرق الأوسط لوقف الانتهاكات الإنسانية واستعادة الاستقرار في السودان.
ومن جانبه، أعرب المجلس السيادي السوداني بقيادة رئيس الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن استعداده للتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية لتحقيق السلام الذي يأمله الشعب السوداني.
وذكرت تقارير أن ولي العهد السعودي شدد على ضرورة تدخل ترامب المباشر لكسر الجمود في محادثات إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف، مستندًا إلى خبرة الرئيس الأمريكي السابقة في تحقيق وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي.
وتأتي جهود ترامب في سياق توترات إقليمية تتعلق بالأمن الوطني السعودي، حيث تمتد سواحل السودان الموازية للبحر الأحمر لمئات الأميال مقابل السواحل السعودية، ما يجعل استمرار الحرب تهديدًا مباشرًا للمملكة ويخلق بيئة ملائمة لنشاط الجماعات المتطرفة.
كما تشير تقديرات إلى أن استمرار النزاع يعمق الأزمة الإنسانية، إذ تفتقر الملايين من النازحين إلى الغذاء والخدمات الطبية والمأوى، ويواجه الأطفال خصوصًا خطر المجاعة والأمراض، وفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست.
ويعد تدخل الرئيس الأمريكي المباشر استجابة لضغوط دبلوماسية سعودية، ويعكس دور الرياض كلاعب رئيسي في إدارة الصراعات الإقليمية واستقرار البحر الأحمر. كما يتضمن التعاون مع الإمارات ومصر جهودًا مشتركة لضمان وقف فوري للمعارك، مع التركيز على إعادة بناء البنية التحتية الأساسية، وحماية المدنيين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررًا.
ويتوقع أن تشمل المرحلة التالية من المبادرة الأمريكية جهودًا لتنسيق الحوكمة المدنية في السودان، وتعزيز مؤسسات الأمن ومراقبة وقف إطلاق النار، وإشراك الفاعلين المحليين في عملية السلام لضمان استدامتها.
وتشير التحليلات إلى أن نجاح هذه المبادرة يمكن أن يكون له أثر إيجابي على الأمن الإقليمي بأسره، حيث سيسهم إنهاء الحرب في تعزيز التجارة عبر البحر الأحمر، وتحسين الاستثمارات، وتقليل فرص نفوذ الجماعات المسلحة العابرة للحدود. كما من شأن حل النزاع السوداني أن يعزز سمعة الولايات المتحدة ودورها كلاعب رئيسي في إدارة الأزمات الإنسانية والسياسية في إفريقيا والشرق الأوسط، ويدعم الجهود الدولية لتطبيق الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان وحماية المدنيين.


































