كشف اقتصاديون ومستثمرون أنه في السنوات الأخيرة، شهدت مصر تطورات هائلة في قطاع العقارات جعلتها وجهة جذابة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.

ويعود هذا النجاح الكبير إلى استراتيجيات الحكومة التي ركزت على تحسين البنية التحتية، إطلاق المشاريع العملاقة، وتقديم تسهيلات للمستثمرين الأجانب، مما جعل العقارات المصرية محط أنظار عالمية.

وأكدوا أن إعلان شركة تايتان اليابانية عن مشروع ضخم يهدف إلى إنشاء مدينة ترفيهية عالمية بالقرب من منطقة الأهرامات والمتحف المصري الكبير ويقدر حجم الاستثمارات في هذا المشروع بحوالي 2.5 مليار دولار، بقيادة مجموعة تايتان اليابانية، التي تعد من كبرى شركات المقاولات والإنشاءات عالميا دليل نجاح الحكومة في وضع مصر علي خريطة العقارات العالمية.

من جانبه، قال المهندس أحمد صبور عضو مجلس الشيوخ، إن من أهم الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية هي إنشاء 'المدن الذكية' والمشاريع العمرانية الكبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة، مدينة العلمين الجديدة، ومدينة الجلالة وهذه المدن تعتمد على بنية تحتية متطورة وتكنولوجيا حديثة تجعلها قادرة على تلبية احتياجات السكان والمستثمرين معًا.

وأوضح أن العاصمة الإدارية الجديدة مثلًا، تعتبر نموذجًا لمشروع ضخم يهدف إلى تخفيف الضغط عن القاهرة ويحتوي على مقار حكومية ووزارات، بالإضافة إلى مناطق سكنية ومراكز ترفيهية وتجارية هذه المشاريع عززت من مكانة مصر كوجهة للاستثمارات العقارية.

نظام التأشيرة الذهبية للمستثمرين العقاريين

فيما قال المهندس طارق شكري وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب أنه لتشجيع الاستثمار الأجنبي، قامت الحكومة المصرية بتحديث التشريعات العقارية وتقديم تسهيلات قانونية، مثل السماح بتملك الأجانب للعقارات بشروط مرنة وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص كما أطلقت نظام التأشيرة الذهبية والإقامة طويلة الأمد للأجانب الذين يستثمرون في القطاع العقاري، مما شجع الكثير من المستثمرين على النظر إلى مصر كوجهة مميزة للاستثمار طويل الأمد.

وأوضح أنه اعتمدت مصر في السنوات الأخيرة على تقديم مجموعة متنوعة من المشاريع العقارية التي تناسب جميع فئات المجتمع، بما في ذلك المشاريع السكنية الفاخرة والمتوسطة كما دعمت الشركات العقارية المصرية القطاع من خلال تقديم منتجات متنوعة تلبي احتياجات كل من المستثمرين المحليين والأجانب. هذا التوسع أدى إلى تنشيط السوق العقاري وجذب أنظار المستثمرين الدوليين الذين يبحثون عن التنوع والجودة في الاستثمار.

مصر على خريطة العقارات الدولية

فيما قال المهندس هشام أبو العطا رئيس الشركة القابضة للتشييد والتعمير السابق، إنه لا يمكن تجاهل دور التسويق العالمي في وضع مصر على خريطة العقارات الدولية حيث قامت مصر بالمشاركة في معارض عقارية دولية مثل معرض 'سيتي سكيب' العقاري، بالإضافة إلى إقامة حملات ترويجية عالمية، مما أسهم في تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر. وبتواجد مشاريع ضخمة وواعدة، تمكّنت مصر من إثبات أنها قادرة على منافسة الأسواق العالمية في العقارات.

وأكد أنه لعل التكنولوجيا الرقمية أصبح لها دور كبير في تحسين تجربة الاستثمار العقاري في مصر، حيث لجأت شركات العقارات إلى استخدام المنصات الرقمية للتسويق وإتاحة خيارات الشراء والتأجير عبر الإنترنت بالإضافة إلى استخدام تقنيات الواقع الافتراضي التي تتيح للمستثمرين استعراض الوحدات السكنية قبل الشراء، مما جعل من السهل للمستثمرين الأجانب اتخاذ قرار الاستثمار دون الحاجة إلى السفر.

وأوضح أنه وبفضل التخطيط الاستراتيجي والدعم الحكومي، نجحت مصر في وضع نفسها على خريطة العقارات العالمية وجذب استثمارات ضخمة من شركات عالمية ومستثمرين أفراد ومع استمرار التوسع في المشاريع الضخمة وتحديث البنية التحتية والتشريعات، يبدو أن القطاع العقاري المصري في طريقه نحو تحقيق نجاحات أكبر.