وفاة آية عادل.. تضاربات عديدة تحوم حول واقعة وفاة الفتاة المصرية آية عادل التي تعيش رفقة زوجها في الأردن، بعد سقوطها من الطابق السابع بمنطقة لواء الرصيفة شمال شرق العاصمة عمّان، خاصة بعد خروج أسرة آية عادل عن صمتهم لأول مرة كاشفين ما كانت تتعرض له ابنتهم من تعذيب وعنف من قِبل زوجها فضلا عن استعدادها لإجراءات الطلاق والانفصال الأبدي عنه، متسائلين عن كيفية سقوط آية من علو، رافضين فكرة إقدامها على الانتحار، معللين ذلك بأن ابنتهم كانت تحضر الطعام لطفلها بوقت سقوطها من شرفة المسكن.

ألغاز وطلاسم لا حصر لها في قضية وفاة آية عادل ولا تزال التحقيقات لم تحسمها بعد، والتي بدأت يوم الجمعة 14 فبراير، حينما سمع الجيران صوت ارتطام مفزع بالشارع ألا وهو سقوط آية عادل من علو، وسط هرولة من زوجها على السلالم ممسكًا ببطانية بيده لتغطية جثة زوجته.

سرعان ما تواصل الجيران مع أسرة آية عادل ليخبروهم بسقوط ابنتهم من الطابق السابع، ووفقًا لما أوضحوه بأنهم رأوا زوج آية عادل ينزل مسرعا إلى الشارع لتغطية الجثة ببطانية، فيما صعدوا لرؤية ما جرى، ووجدوا أنها كانت تطهو الطعام على النار في وقت سقوطها، مما أثار الشبهات حول حقيقة انتحارها أم بالأمر شبهة جنائية.

وأوضحت شقيقة آية عادل في مكالمة هاتفية مع برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي مصر»، أن شقيقتها كانت تعيش قصة معاناة كبيرة مع زوجها في الفترة الأخيرة، وأنه كان دائم التعدي عليها بالضرب المبرح وتعذيبها، مشيرة إلى أن الضحية أرسلت لها صورًا تظهر تعرضها للتعذيب بآلة حديدية لكنها كانت تتحمل من أجل طفلها المريض، فضلا عن خيانته لها وعلاقته النسائية المتعددة، قائلة: «زوجها كان بيضربها وبيعذبها، وانفصلت كتير عنه، لكنها كانت بترجع عشان خاطر ابنها المريض».

لكن فاض الكيل بـ آية عادل وقررت الانفصال عن زوجها، واشترت شقة بمصر حتى تعيش بها رفقة أسرتها في سلام وهدوء، متابعة: «كنت بكلمها قبل ما تموت وكانت فرحانة إنها هتتطلق، وتقعد في شقتها في مصر، وكانت بتعمل الأكل إزاي تموت نفسها؟ لسه كنت مكلماها وفرحانة وبتقول الحمد لله هعيش في هدوء وسلام جنب أمي».

هذا الأمر، جعل أسرة آية عادل تتهم زوجها بالتسبب في وفاتها، مطالبين بالتحقيق العادل في قضية وفاتها في الأردن، مؤكدين أن القضية مسجلة برقم ٢٠٢٥/٥٣٧م في إدارة البحث الجنائي في الأردن، وتتعرض والدة آية لتهديدات من المتهم بإيذاء أحفادها في حال استمرار سعيها للمطالبة بتحقيق العدالة.

وأضافت أسرة آية عادل، أن المتهم يعمل في منصب استشاري مع هيئات دولية معنية بقضايا العنف ضد النساء، ما يستدعي إجراء تحقيق شامل، ليس فقط في ملابسات وفاة آية، ولكن أيضًا في مدى ملاءمة تولي شخص له تاريخ موثق من العنف في المجال الخاص لمثل هذا المنصب.

وفي هذا الصدد، كشف تقرير الطب الشرعي لـ أية عادل إصابة الفتاة بجرح قطعي في الجبهة مع كسر في الجمجمة ونزيف شديد و تعرض الفخذ الأيسر والساق لضرب عنيف باستخدام آلة حادة مثل العصا الحديدية، مشيرا لوجود عنف ضد الزوجة.

على النقيض الأخر، نعى زوج أية عادل وفاة زوجته بكلمات مؤثرة على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلًا: «إنا لله وإنا إليه راجعون، توفيت إلى رحمة الله زوجتي وأم أولادي آية عادل إثر حادث مروع ربنا يرحمها ويغفر لها ويجعل مثواها الجنة ويصبرنا ويصبر أبنائنا».

ووفقًا لرواية الزوج، الذي كان الشاهد الوحيد على الحادثة، فإن آية كانت تمر بحالة نفسية سيئة في الفترة الأخيرة، مما دفعه للاعتقاد بأنها أقدمت على الانتحار، موضحًا أنها كانت تعاني من أزمة نفسية نتيجة لضغوط الحياة والخلافات الزوجية التي أثرت على حالتها النفسية.

ولا تزال قضية وفاة المصرية أية عادل في الأردن قيد التحقيقات.