وسط أجواء صوفية مميزة، شهدت مدينة نجع حمادي احتفالات مولد الشيخ عمران الأنصاري، أحد أعلام التصوف في صعيد مصر، والتي استمرت لمدة أسبوع.

تجمع المئات من محبي الشيخ عمران وأبناء الطرق الصوفية في أجواء مفعمة بالروحانية والتقاليد الشعبية، حيث امتلأت المدينة بالزينة والأناشيد، وشهدت شوارعها مسيرات احتفالية تجسد التقاليد التراثية.

وتخرج النساء والرجال سنويا في موكب مهيب يجوبون شوارع المدينة للاحتفال بمولد الشيخ عمران بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا وسط فرحة الكبار والصغار وتقديم الولائم من الطعام والمقاولات.

ويقع ضريح الشيخ عمران خلف قصر الأمير يوسف كمال، ويعد من المعالم التاريخية المميزة في المدينة ويتميز الضريح بتصميمه المعماري الذي يضم المقام، المئذنة، وقاعة الدرس.

و يُعتقد أن عمر الضريح يتجاوز 120 عام، ويحتفظ بمكانة خاصة في قلوب أهالي المدينة، حيث يرتبط بحكايات عن ورع الشيخ عمران وكراماته وذلك وفق تصريحات أحمد جاب الله من أبناء الطرق الصوفية بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا.

من أبرز طقوس الاحتفال السنوي 'خروج التوب'، وهو موكب يحمل رمزية روحية عميقة، حيث يُحمل التابوت فوق الجمل في مسيرة تجوب الشوارع، تنتهي عند الضريح، وسط حلقات الذكر والابتهالات.

ويُروى محمد عز أحد زوار الضريح من أبناء الطرق الصوفية أن الشيخ عمران قدم من المغرب وكان من الأنصار الذين ناصروا الرسول، ما يجعله شخصية ذات قدسية خاصة لدى أتباعه.

وتُعد هذه الاحتفالات تجسيدًا للهوية الثقافية والدينية للمنطقة، حيث يجتمع التراث الصوفي مع العادات الشعبية، ليخلق لوحة من الروحانية والتقاليد العريقة التي تتناقلها الأجيال، ما يجعل مولد الشيخ عمران بقنا حدثًا استثنائيًا يجذب الأنظار من داخل وخارج صعيد مصر.